النواحي الأساسية في الملف الإستراتيجي ثانيا: دراسة المنتج
عند إنشاء المشروع فإن المنتج الذي يقدمه المشروع سوف يمثل حاجة, ويؤدي
وظيفة معينة, وهذا ما يمكن أن يطلق عليه "مجال النشاط الإستراتيجي". إن النجاح
لا يتحدد في البداية فلا يمكن توقع النجاح الفوري للمنتج في الأسابيع الأولى أو الشهور
الأولى, ولكن هذه النتائج سوف تتأكد بلا شك في السنوات الأولى للإنشاء, ولا سيما بعد
عبور السنة الأولى, والسنة الثانية. إن ميلاد المنتج ليس مشكلة, ولكن المشكلة هي النمو
والاستمرار. ولتأكيد هذا المفهوم, نقدم المثال التالي: قرر أحد المستثمرين إنشاء مشروع
لبيع أدوات التجميل للنساء الشابات بشكل مباشر, وفي هذا المثال يمكن القول أن البيع
المباشر سوف يشمل المجال الإستراتيجي للنشاط والذي يتكون من المستهلكين, المنتجات,
فنون البيع وعند التوسع فسيكون أمامه أحد طريقتين إما البحث عن عملاء جدد, أو تقديم
منتجات جديدة. ففي الحالة الأولى عليه أن يبحث عن مستهلكين جدد, أي التوجه إلى كل النساء
ولسوف يتخصص في نفس النشاط. وسيكون الخطر الذي سيتعرض له هو ضرورة تكثيف الاستثمار
لتغطية كل السوق. ولكن سيكون له مصدر قوة وتكمن هذه القوة في تخصصه في منتج واحد مما
يجعل له ميزة تمكنه من التوسع الأفقي.
أما في الحالة الثانية وهي تقديم منتجات جديدة, فهنا سوف يعمل على توسيع
نطاق السلع المعروضة, كأن يبيع الكتب مثلاً مع أدوات التجميل ولكن في هذه الحالة فلسوف
يحتفظ بنفس عميلاته الأصليات من النساء الشابات. والاختيار هنا يتركز في قدرته على
استغلال خبراته في البيع المباشر إلى النساء الشابات لمنتجات أخرى. وسيمثل هذا التوسع
رأسي في نفس السوق للمستهلكين. وسيكمن الخطر إذن في دخوله أمام شركة كبيرة لأدوات التجميل
في مجال المنافسة في نفس السوق.
وطالما أن المستثمر الجديد لن يستطيع ولن يتمكن من استخدام الأسلحة المتاحة
بفاعلية للوقوف أمام المنافس الكبير, فإنه سيفكر كثيراً قبل طرح أي منتج جديد بحساب
دقيق للعوائد المالية الممكنة من وراء هذا المنتج. ولذلك فإن المشكلة التي ستواجهه
لن تكون في كيفية صياغة السيناريو الأمثل ولكن ستكون المشكلة هي قدرته على الرؤية المستقبلية,
وقدرته أيضاً على اللجوء للتصنيع إلى التشغيل من الباطن أي استخدام الكفاءة والتكنولوجيا
الموجودة لدى الآخرين.
ففي الواقع فإن المنتج الجديد يبدأ ولديه قدرات خاصة تميزه في نواحي معينة
عن غيره من المنتجين, لذلك فإنه حتى يمكن أن ينجح فلابد أن يعتمد على الآخرين. ولذلك
فإن المستثمر ألا يتردد في عمل علاقات مع شركات أخرى للاتفاق على إنتاج بعض الأجزاء
التي لن يتمكن هو من إنتاجها بنفس كفاءة هذه الشركات. لأن القيام بإنشاء مشروع جديد
يعتمد مستثمره على التركيز على نواحي فنية معقدة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة أو بمعنى
أوضح لا يمكن إتقانها بسهولة سيمثل كارثة للمشروع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق