دراسة المشروع و الأفراد و الكفاءات

النواحي الأساسية في الملف الإستراتيجي ثالثا: دراسة المشروع و الأفراد و الكفاءات

أ - دراسة المشروع الاستثماري

في إطار نشاط اقتصادي تم تحديده بدقة, فإن المشروع ذو التكلفة الأقل سوف يكون ذلك الذي تكون لديه خبرة كبيرة في هذا النشاط. ولذلك يستطيع المشروع تطبيق فكرة الإنتاج الكبير مما يخفض من التكلفة, كما ستكون لديه قوة ابتكاريه دافعة لابتكار السلع الجديدة, والطرق الجديدة للإنتاج, ولذلك فعند دراسة الجدوى للمشروع الجديد فإنه يجب التنبه إلى حقيقة معينة وهي أنه ليس من الحكمة الدخول مباشرة في منافسة مع المشروعات القائدة والتي تسيطر على السوق لأن هذه الشركات كبيرة, وتمتلك الخبرة الطويلة وتسيطر على التكنولوجيا وتحتل مركز القيادة. يضاف إلى هذا أن أسلحة المنافسة لن تكون فعالة, ولذلك فمن المفضل أن يحاول المشروع أن يخط صورة متكاملة وخاصة لمنتجاته. ويمكن إعطاء هذه الصورة الحسنة عن المشروع بإظهار إمكانياته المرتقبة للنمو, وبتأكيد ذاتية المشروع بالتركيز على قيمه الخاصة, واتجاهاته, ومدى اختلافه عن الآخرين, وتميزه في تقديم منتجات أو خدمات معينة.

ب - دراسة الأفراد والكفاءات

يمثل الأفراد أو الكفاءات المتوافرة العامل المهم والذي يجب دراسته في "الملف الإستراتيجي" الذي يعده المستثمرين, حيث هناك ضرورة بالغة لوجود أفراد مؤهلين, وأن يكون لديهم الحافز القوي والاقتناع الكامل ببذل الجهد والوقت اللازم لإنشاء هذا المشروع, والمشاركة الفعالة في ميلاد المشروع الجديد, فإن مرحلة إنشاء المشروع تقتضي التواجد الكامل لأصحابه طول الوقت كما يقتضى التأييد الكامل لكل الأفراد الذي يعملون داخل المشروع في هذه المرحلة. فإذا لم تكن العلاقات مع هؤلاء الأفراد وطيدة, فلن يتحقق الشيء الكثير. فالمستثمر لوحده لن يستطيع عمل كل شيء ابتداء من "الملف الإستراتيجي" حتى قيام المشروع وتشغيله, كما أن هؤلاء الأفراد هم الذين سيطرحون فكرة المشروع بالسوق. ولذلك فإن المستثمر يحتاج على الأقل إلى عام كامل حتى تنضج الفكرة وتكون مقبولة سوقياً لأن مجرد ثبوت القصور في مراحل متقدمة وعند اتخاذ إجراءات إنشائية سيكون صعب فيه الرجوع وصعب التعديل في هذه المراحل المتقدمة.