دراسة الجدوى واستراتيجيات الشركات متعددة الجنسية

دراسة الجدوى واستراتيجيات الشركات متعددة الجنسية

أ‌-       أهداف تعظيم الربح

على المسؤولين في الدول النامية أن يتعرفوا على استراتيجيات هذه الشركات وسياساتها، وأهدافها ذلك بقصد التوصل إلى صيغة فعالة للتعاون مع هذه الشركات، تتناسب مع الأهداف والاستراتيجيات والسياسات التي تضعها الدولة للتنمية فمما لا شك فيه أن الشركات متعددة الجنسية تهدف إلى تحقيق الربح بل إلى تعظيم الربح Maximization. ولهذا فهي عند تخطيطها للاستثمار في الخارج: أي عند تفكيرها في الخروج من البلد الأم Home Country بفتح فروع لها في بلاد أخرى أي بالبلد المضيفة Host Country فهي تهتم أساسا بالربح المتوقع الحصول عليه على مستوى الفرع وبتعظيم الربح على مستوى الشركة ككل.

ب‌-  القيود على حركة رأس المال وشكل الاستثمار المطلوب:

كما تبحث هذه الشركات نوعيات القيود المفروضة على حركة رأس المال بين فروع الشركة في البلد المضيفة والمركز الرئيسي The Headquarters Central Unit في البلد الأم. وأيضا مدى سهولة أو صعوبة تحويل الأرباح. أيضا تبحث الشركات متعددة الجنسية ما إذا كانت عملية المشاركة تشمل إنشاء وحدات اقتصادية Economic Unit في هذه البلاد تتخصص في إنتاج سلع معينة أو أجزاء معينة من هذه السلع أم ستكتفي فقط بإنشاء فرع للتوزيع Sales Subsidiary.

جـ-طرق التمويل وحجم السوق:

وتهتم الشركات متعددة الجنسية أيضا ببحث الطريقة التي سوف يتم بها تمويل المشروع الاستثماري في الخارج، بمعنى دراسة مدى التزام الشركة في التمويل وهل سيكون التمويل كاملا بواسطة الشركة أم سيكون التمويل عن طريق اتفاق بين مجموعة شركات أو مجموعة منظمات دولية Multinational Constrium وتهتم الشركات أيضا بدارسة متعمقة بقصد التعرف على المكونات الحالية للسوق، والتوقعات المرتقبة في السوق في المستقبل، وعوامل المنافسة.

د-العلاقات مع الدولة المضيفة:

وتأخذ الشركات المتعددة الجنسية في اعتبارها أيضا عند تخطيطها للاستثمار الخارجي، العوامل التي تتحكم في علاقاتها مع البلاد المضيفة. وتولي هذه الشركات عناية خاصة في تحليل ودراسة الأوضاع المختلفة في هذه البلاد. ولا سيما العوامل الاقتصادية والتي ترتكز على مدى توافر ميزات اقتصادية نسبية تجتذب هذه الشركات مثال ذلك توافر الخامات، أو الأيدي العاملة المدربة الرخيصة، أو الأسواق وأيضا مدى تواجد هيكل صناعي وطني قادر على إنتاج السلع المكملة، كما تهتم الشركات بدراسة نظم الضرائب التي تضعها الدولة المضيفة، وهل هذا النظام يقدم وسائل تشجيعية إعفائية، أم لا، ومدى تأثير هذا النظام على الأرباح تحقيقها.

هـ-دراسة المناخ السياسي:

وتأخذ دراسات الجدوى التي تضعها الشركات أبعادا للمناخ السياسي والمناخ الاقتصادي والاجتماعي The Political & Social, Economic Climate ذلك المناخ الذي يؤثر بلا شك على عملية الاستثمارات واستمراريتها وتبحث هذه الشركات فيما يتعلق بالمناخ السياسي: حلة الاستقرار السياسي في البلد المضيفة، والنظام السياسي المتبع من حيث نوعية ودرجة الديمقراطية، والعلاقة التي تربط بين هذا النظام والطبقة الحاكمة بمعنى مدى استمرارية النظم بغض النظر عن تغير الحكام، كما تهتم هذه الشركات بدراسة الدور الذي تلعبه المؤسسة العسكرية ومدى دورها في التنمية، ومدى دورها أيضا في قيادة العمل السياسي بالبلاد المضيفة. كما تهتم هذه الشركات بدراسة الأنظمة البيروقراطية ومدى تواجدها في الحكومات، وانعكاس هذه الأنظمة على تسهيل مهمة هذه الشركات في الاستثمار.

و-دراسة المناخ الاقتصادي والاجتماعي:

وفيما يتعلق بالمناخ الاقتصادي والاجتماعي فإن الشركات متعددة الجنسية، تهتم عند قيامها بالاستثمار في بلد معين بدراسة معدل البطالة، ومستويات الأجور السائدة، ومدى توافر العمالة المدربة والرخيصة، ودور النقابات والتنظيمات المهنية، ومدى الرضا الشعبي عن سياسات وجود الحكومة فيما يتعلق بتنفيذ خطط التنمية، ومقدار التقدير الذي توليه هذه الحكومات للشركات الأجنبية والدور الذي يمكن أن تلعبه في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلاد. كما تهتم هذه الشركات أيضا بدراسة مدى تفشي الفساد والرشوة في الأجهزة الإدارية والحكومية المختلفة في البلاد التي تنوي الاستثمار فيها.