يتضح من مفهوم الكفاءة الاقتصادية وجود فاصل زمني بين وصول المعلومات وانعكاسها علي أسعار الأسهم ولكن السوق الكفء هو الذي يحقق تخصيصا كفئا للموارد المتاحة بما يؤدى إلى توجيه تلك الموارد إلى المجالات الأكثر ربحية.
ولكي يتحقق هدف سوق الرأس مال والمتمثل فى التخصيص الكفء للموارد ينبغي توافر مقياسين هما:
مقياس كفاءة التسعير:
يطلق على كفاءة التسعير الكفاءة الخارجية ويقصد بها أن المعلومات الجديدة تصل إلى المتعاملين بدون أن يتكبدوا فى سبيلها تكاليف باهظة بما يعنى أن الفرصة المتاحة للجميع للحصول على تلك المعلومات . بهذا يصبح التعامل في ذلك السوق بمثابة مباراة أو لعبة عادلة فالجميع لديهم نفس الفرصة لتحقيق الأرباح إلا أنه يصعب علي أي منهم أن يحقق أرباحا غير عادية علي حساب الآخرين .
وإذا كان تحقيق أرباحا غير عادية أمرا صعبا فى هذا السوق إلا أنه أيضا أمر غير مستحيل فقد يمنى مستثمر عديم الخبرة أو كسول بخسائر فادحة نظرا لدخوله السوق بل يرجع إلى جهل وكسل المستثمر ذاته كذلك قد يستطيع عدد محدود من الأفراد استخدام وسائلهم الخاصة في الحصول علي المعلومات قبل غيرهم واستخدامها فى تحقيق أرباح غير عادية غير أن هذا يحدث من حفنة قليلة من المستثمرين ولمرات معدودة فالسوق الكفء لا يمكن في ظله لعدد كبير من المتعاملين أن يحصلوا على الدوام على تلك المعلومات وحققوا بسببها أرباحا طائلة على حساب الآخرين لماذا؟ لأن أي وسيلة للكسب المميز في أي مجال من مجالات الحياة تدمر نفسها بمجرد أن تصبح معروفة لعدد كبير من المتعاملين. وعلى هذا الأساس يقصد بكفاءة التسعير أن تتوافر جميع المعلومات الجديدة ذات العلاقة بالأوراق المالية محل التعامل فى السوق بحيث:
*تكون متاحة لجميع المستثمرين في وقت واحد بحيث لا يمكن لأي منهم أن يستأثر بمعلومات معينة بحيث يحقق من ورائها أرباحا غير عادية .
*تنتشر بسرعة
*تكون تكلفة الحصول عليها منخفضة.
فإذا توفرت هذه الشروط في معلومات الجديدة تمكن المستثمرون من تكوين ردود أفعال اتجاه التعامل في هذه الأوراق وبالتالي تكون القيمة السوقية للأوراق المالية مساوية لقيمتها الاقتصادية أو الحقيقية.
وتعتمد هذه الكفاءة على العائد المطلوب علي الاستثمار الذي يتوقف على درجة تأثر السهم بمخاطر السوق والتي يطلق عليها المخاطر المنتظمة ويمكن الاستدلال على هذه الكفاءة من خلال تقدير القيمة الحقيقية للسهم ومقارنتها بالقيمة السوقية لنفس السهم مساوية أو قريبة من القيمة السوقية فإن هذا السوق يتسم بكفاءة التسعير .
يلاحظ أن الكفاءة التسعيرية تستلزم أن يكون هناك كفاءة تشغيلية ابتداء فلكي تعكس قيمة الورقة المالية المعلومات الواردة ينبغي أن تكون التكاليف التي يتكبدها المستثمرين لإتمام الصفقة عند حدها الأدنى بما يشجعهم علي بذل الجهد للحصول علي معلومات جديدة وتحليلها مهما كان حجم التأثير الذي تحدثه تلك المعلومات على السعر الذي تباع به الورقة وبالطبع لو كانت تكلفة المعاملات مرتفعة فقد يكون العائد من وراء البحث عن المعلومات الجديدة ضئيلا ولا يكفى لتغطية تلك التكاليف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق