تختص هذه بتملك أوراق مالية في مؤسسات خارجية ، وكما قلنا ، فهي في العادة لا يتبعها تحكم في الاستثمارات ، كما أنها في الغالب قصيرة الأجل . أما عن حجمها عالميا فهو صعب التقدير لأسباب عديدة منها ، أن المستثمرين عادة أفراد وشركات وأعدادهم بالملايين ، كما أنهم يدخلون ويخرجون من السوق بمعدل دوران عال . لكن الاستثمارات غير المباشرة تبقى نوعا مهما من أنواع الأعمال الدولية . تقديرات صندوق النقد الدولي تعطي التدفق السنوي ولا تعطي الإجمالي المتراكم ، وتقدر التدفق بحوالي 168 بليون دولار عالميا في عام 1985م . لكنه قفز كثيرا مع بداية التسعينيات بما يفوق الضعفين ، واستمر في الزيادة ليصل حجم التدفق في 1996م إلى ضعف حجمه في 1991م ، ثم تضاعف الرقم الإجمالي مرة أخرى عام 2003م ليفوق حجمها حجم الاستثمارات المباشرة ، وهنا أيضا نشهد زيادة هائلة . ومرة أخرى نلحظ طغيان حصة الدول الصناعية ، لكن حصة الدول النامية ازدادت كثيرا لتصبح 13% في عام 1996م بعد أن كانت 3% في عام 1991م ثم عاودت الزيادة مرة أخرى لازدياد مدخرات دول آسيا والاقتصاديات الصاعدة لتصل إلى 6% عام 2003م . يؤكد هذا الأهمية المتزايدة التي يوليها مدير والمحافظ الاستثماريات للبورصات " الناشئة" في دول مثل كوريا ومصر والمغرب والبرازيل . كذلك توجد معظم الاستثمارات الخارجية العربية في الدول الغربية في شكل استثمارات غير مباشرة . وفي عام 1985 ، كانت الاستثمارات غير المباشرة من دول الشرق الأوسط 8.2 بليون دولار ، ولكنها انخفضت إلى 462 مليونا عام 1990م ، وارتفعت إلى 4 بلايين عام 1995م ، ثم ارتفعت إلى 4.7 بليون عام 2003م ، لأنها تتأثر بالفوائض النفطية . وكل ذلك يوحي بتراكم حجم كبير منها في الخارج .
جدول رقم ( 1-7 ) تدفق الاستثمارات غير المباشرة ( خصوم )
( بلايين الدولارات الأمريكية )
السنة
المنطقة
|
1985
|
1991
|
1996
|
2000
|
2003
|
العالم
|
168
|
411
|
881
|
1511
|
1687
|
الدول الصناعية
|
150
|
380
|
754
|
1416
|
1570
|
الدول النامية
|
4
|
14
|
115
|
81
|
97
|
نسبة حصة الدول النامية
|
2%
|
3%
|
13%
|
5%
|
6%
|
تتصف الاستثمارات غير المباشرة – كما ذكرنا أعلاه – بوجود درجة قليلة من التحكم بيد المستثمر ، ولأسباب عملية قانونية ومحاسبية وغيرها ، يضع المهتمون بالأمر خطأ رقميا فاصلا لدرجة الملكية وذلك للتفريق بين النوعين من الاستثمارات ، وغالبا ما يقع هذا الخط الفاصل ما بين ملكية 10% إلى ملكية 45 بالمائة من المشروع ، فإذا كانت النسبة أقل من ذلك ، يعد الاستثمار استثمارا غير مباشر . المهم أن المستثمر غير المباشر ليست لديه السيطرة ، كما أنه قد لا يرغب في ذلك ، لأنه لا يملك الوقت أو الدراية الكافية ، وما يهمه فقط هو تحقيق عائد مجز . ويميل الاستثمار غير المباشر لأن يكون موزعا بين شركات وصناعات مختلفة لتنويع المخاطر .
أسواق المال العالمية هي المجال الأكبر لهذه الاستثمارات غير المباشر على المستوى الدولي ، وقد شهدت هذه الأسواق تطورا هائلا ونموا سريعا في السنوات الأخيرة . تتعامل أسواق المال العالمية في العملات والقروض والسندات ، بالإضافة إلى الأسهم
مثل بورصة نيويورك وبورصة لندن وفرانكفورت وطوكيو .. الخ . بالإضافة إلى ذلك ، هناك أسواق الأوفشور المالية الصغيرة
مثل البحرين وسنغافورة وبنما وهونج كونج . ارتبطت الأسواق مع بعضها بفضل تقنية الاتصالات الحديثة التي سهلت الاتصالات ، وجعلت من الممكن للمستثمر أن يشارك في هذه الأسواق وهو جالس في بيته أو في مكتبه . أغما حجم الأسهم التي تتداول في هذه الأسواق ، فهو حجم يخلب الألباب ، وهناك تنافس بين أسواق الأسهم ومقارنات في أيهما أكبر وفي أيهما تتداول أكبر كميات من الأسهم والسلع .. الخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق