التجارة والاستثمار الخارجيان ليسا شيئا جديدا ، فقد عرفهما العالم ونعرفهما نحن العرب والمسلمين منذ أمد بعيد بين الجزيرة العربية وبلاد الشام ، بل وصلت سفن العرب الشراعية إلى جزر الهند الشرقية . الجديد هو ضخامة حجمها ، وازدياد ذلك الحجم.
التجارة الخارجية :
في السنوات الأخيرة ، فاق حجم إجمالي الصادرات السلعية رقم العشرة تريليونات دولار ، كما كان قد وصل في عام 2005 إلى ما يعادل 10.441 مليار دولار أمريكي ، كما يظهر من الجدول التالي :
جدول رقم ( 1-1 ) حجم صادرات العالم السلعية وتوزيعها بين المناطق
( بلايين الدولارات الأمريكية )
السنة المنطقة1950196019701980199020002005العالم
62
|
130
|
315
|
2022
|
3486
|
6444
|
10441
|
|
الدول المتقدمة
|
38
|
86
|
225
|
1285
|
2489
|
4230
|
6291
|
الحصة النسبية
|
61%
|
%66
|
%72
|
%64
|
%71
|
%66
|
%60
|
الدول النامية
|
20
|
31
|
59
|
587
|
827
|
2045
|
3751
|
الحصة النسبية
|
33%
|
%24
|
%19
|
%29
|
%24
|
%31
|
%36
|
قارة آسيا *
|
9
|
15
|
27
|
371
|
581
|
1532
|
2880
|
الحصة النسبية
|
15%
|
%12
|
%9
|
%18
|
%17
|
%23
|
%28
|
غرب آسيا **
|
2
|
4
|
10
|
210
|
131
|
235
|
497
|
الحصة النسبية
|
3.3%
|
%3.3
|
%3.1
|
%10.4
|
%3.8
|
%3.7
|
%4.8
|
شمال أفريقيا +
|
1
|
2
|
5
|
44
|
17
|
54
|
112
|
الحصة النسبية
|
2.0%
|
%1.3
|
%1.6
|
%2.2
|
%1.1
|
%0.5
|
%0.6
|
تجارة السلع :
يوضح الجدول القفزات الهائلة في حجم التجارة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية ، إذ نمت بأكثر من ثمانين ضعفا في نصف القرن المنتهي . وبالنظر إلى العقود الأخيرة ، فقد تضاعف حجم صادرات السلع عدة مرات , ثم تضاعف قبل نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين . وإذا تذكرنا أن الصادرات تقابلها بالضرورة واردات من نفس الحجم ، يكون حجم التجارة الدولية قد فاق العشرين تريليون دولار . واضح من الجدول ، أن معدل النمو السنوي فاق 10% ، وهو بذلك أسرع من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، وبينما كانت تلك الصادرات تساوي 15% من الناتج المحلي العالمي في عام 1980م ، نجدها بلغت 20% في عام 1990م ، وبلغت 23% عام 2005م ، ولا شك أنها تعددت ذلك المعدل اليوم .
سرعة نمو التجارة الدولية إذن لا تحتاج إلى كثير تبيان ، فدول العالم تتبادل إنتاجها فيما بينها بدرجة متزايدة ، والتجارة إذن مجال خصب لنمو الأعمال .
أما من حيث التوزيع الجغرافي ، فتساهم الدول الصناعية بنسبة تتفاوت من 60% إلى 70% من التجارة العالمية ، والدول النامية بأكثر من الثلث قليلا . وتساهم الدول الآسيوية بـ 25% تقريبا . حصة الدولة الآسيوية كبيرة ومتزايدة ، خاصة في السنوات الأخيرة ، مما يؤكد أهمية التجارة للدول الآسيوية ، وكيف أنها كانت مصدر نموها المذهل . أما دول الشمال أفريقيا والشرق الأوسط ، فقد كانت مصدر نموها المذهل . أما دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، فقد كانت نسبتها 13% تقريبا في عام 1980 ، لكنها انخفضت إلى أقل من 4% عام 1995 وهذا الانخفاض سببه انخفاض أسعار البترول بعد عام 1982 مقارنا بالسنوات اللاحقة ، حيث يمثل البترول نسبة كبيرة في تجارة الشرق الأوسط ، لكن حصة المجموع فاقت 5% عام 2006 ، حيث عاود سعر البترول الارتفاع . ومع ذلك يبقى نصيب دول الشرق الأوسط ذا حجم يعتد به إذا قارناه بنسبة سكان الشرق الأوسط إلى سكان العالم ، حيث يساوي سكان الشرق الأوسط أقل من 4% من سكان العالم .
كان ذلك لتوضيح الأهمية للمناطق الجغرافية المختلفة ، أما إذا أردنا أن ننظر إليها من حيث الأقطار ، فذلك ما نجده في الجدول رقم ( 1-2 ) في الصفحة التالية :
يعطي هذه الجدول فكرة عن أهم الدول التجارية في العالم ، وبالرغم من أنه مبني على حجم الصادرات السلعية فقط ، فإن إضافة الخدمات لا تغير من الصورة كثيرا ، حيث تبقى نفس البلدان كأهم دول تجارية مع تغيير طفيف في ترتيب بعض الدول والخدمات تمثل عموما من 10% إلى 20% من تجارة الدول . نلاحظ أيضا وجود أكثر من عشر دولة نامية ضمن الثلاثين الأولى ، ومن بينها المملكة العربية السعودية والإمارات بين الدول العربية .
يوضح الجدول من هم اللاعبون الأساسيون في التجارة الخارجية ، كما يظهر ضخامة نصيبهم فيها ، والذي هو مؤشر جيد لأهميتها لهم . زهنا نحب أن نلفت النظر إلى أن الصين – التي كانت العاشرة في الترتيب في طبعة الكتاب السابقة – قفزت قفزة كبيرة لتصبح الأولى فعليا كما انضمت الهند إلى نادي الكبار ، وكل ذلك يوضح تزايد أهمية التجارة لهذه الدول ودور هاتين الدولتين المتعاظم في الاقتصاد العالمي . لكن ذلك لا يعني بأي حال أن التجارة الخارجية أقل أهمية للآخرين ، على العكس ، فهي أكثر أهمية للبعض من ناحية نسبية وبالنسبة لنا في العالمين العربي والإسلامي التجارة الخارجية أمر حيوي ، وقطاع أساسي في اقتصادياتنا . وللتدليل على ذلك ، دعونا ننظر في الحجم النسبي للتجارة ومساهمتها في النشاط الاقتصادي لمجموعة مختارة من الدول بما فيها بعض الدول الإسلامية والعربية ، كما يظهر في الجدول رقم ( 1-2 )
جدول رقم ( 1-2 ) الدول التجارية الرئيسية : حجم الصادرات والواردات السلعية
( بلايين الدولارات الأمريكية 2005م )
الترتيب
|
قيمة الواردات
|
القطر
|
الحصة النسبية %
|
الترتيب
|
قيمة الصادرات
|
القطر
|
الحصة النسبية %
|
1
|
1732.2
|
الولايات المتحدة
|
16.1
|
1
|
969.9
|
ألمانيا
|
9.3
|
2
|
773.8
|
ألمانيا
|
7.2
|
2
|
904.4
|
الولايات المتحدة
|
8.7
|
3
|
660.0
|
الصين
|
6.1
|
3
|
762.0
|
الصين
|
7.3
|
4
|
514.9
|
اليابان
|
4.8
|
4
|
594.9
|
اليابان
|
5.7
|
5
|
510.2
|
المملكة المتحدة
|
4.7
|
5
|
460.2
|
فرنسا
|
4.4
|
6
|
497.9
|
فرنسا
|
4.6
|
6
|
402.4
|
هولندا
|
3.9
|
7
|
379.8
|
إيطاليا
|
3.5
|
7
|
382.8
|
المملكة المتحدة
|
3.7
|
8
|
359.1
|
هولندا
|
3.3
|
8
|
367.2
|
إيطاليا
|
3.5
|
9
|
319.7
|
كندا
|
3.0
|
9
|
359.4
|
كندا
|
3.4
|
10
|
318.7
|
بلجيكا
|
3.0
|
10
|
334.3
|
بلجيكا
|
3.2
|
11
|
300.2
28.1
|
هونج كونج ( الصين )
واردات مستبقاة
|
2.8
0.3
|
11
|
292.1
20.1
272.1
|
هونج كونج ( الصين )
إنتاج محلي
إعادة تصدير
|
2.8
0.2
2.6
|
12
|
278.8
|
أسبانيا
|
2.6
|
12
|
284.4
|
كوريا
|
2.7
|
13
|
261.2
|
كوريا
|
2.4
|
13
|
243.6
|
روسيا
|
2.3
|
14
|
231.7
|
المكسيك
|
2.1
|
14
|
229.6
124.5
105.1
|
سنغافورة
إنتاج محلي
إعادة تصدير
|
2.2
1.2
1.0
|
15
|
200.0
94.9
|
سنغافورة
واردات مستبقاة
|
1.9
0.9
|
15
|
213.7
|
المكسيك
|
2.0
|
16
|
182.6
|
تايوان
|
1.7
|
16
|
197.8
|
تايوان
|
1.9
|
17
|
134.8
|
الهند
|
1.3
|
17
|
187.2
|
أسبانيا
|
1.8
|
18
|
126.5
|
سويسرا
|
1.2
|
18
|
181.4
|
السعودية
|
1.7
|
19
|
126.2
|
النمسا
|
1.2
|
19
|
140.9
|
ماليزيا
|
1.4
|
20
|
125.3
|
روسيا
|
1.2
|
20
|
130.9
|
سويسرا
|
1.3
|
21
|
125.3
|
استراليا
|
1.2
|
21
|
130.1
|
السويد
|
1.2
|
22
|
118.2
|
تايلاند
|
1.1
|
22
|
124.0
|
النمسا
|
1.2
|
23
|
116.6
|
تركيا
|
1.1
|
23
|
118.3
|
البرازيل
|
1.1
|
24
|
114.6
|
ماليزيا
|
1.1
|
24
|
115.5
|
الإمارات
|
1.1
|
25
|
111.2
|
السويد
|
1.0
|
25
|
110.1
|
تايلاند
|
1.1
|
26
|
101.0
|
بولندا
|
0.9
|
26
|
109.9
|
أيرلندا
|
1.1
|
27
|
80.7
|
الإمارات
|
0.7
|
27
|
105.8
|
استراليا
|
1.0
|
28
|
77.6
|
البرازيل
|
0.7
|
28
|
103.8
|
النرويج
|
1.0
|
29
|
76.7
|
جمهورية التشيك
|
0.7
|
29
|
9.1
|
الهند
|
0.9
|
30
|
76.0
|
الدنمارك
|
0.7
|
30
|
89.3
|
بولندا
|
0.9
|
|
10783.0
|
إجمالي العالم
|
100.0
|
|
10431.0
|
إجمالي العالم
|
100.0
|
توضح الأرقام في الجدول ( 1-2 ) أهمية التجارة الخارجية بالنسبة لنا ، ومساهمتها الكبيرة في الدخل القومي في بلادنا ، وتكاد دولة معينة كالأردن وموريتانيا وخاصة ماليزيا تعتمد اعتمادا شبه تام على التجارة والمعاملات الخارجية , وحتى بالنسبة للدول الأخرى ، تظل التجارة الخارجية في السلع والخدمات تمثل مصدرا أساسيا للنشاط الاقتصادي فيها وينبع أكثر من 25% من الدخل . يؤكد كل ذلك على ضرورة تقوية شوكتنا التنافسية دوليا وعلى أهمية الأعمال الدولية لنا .
جدول رقم ( 1-3 ) صادرات السلع والخدمات كنسبة مئوية من
الناتج المحلي الإجمالي في دول وسنوات مختارة
السنة
القطر
|
1980
|
1990
|
2000
|
2005
|
دول نامية :
|
|
|
|
|
الولايات المتحدة
|
8.1
|
6.8
|
8.0
|
7.2
|
اليابان
|
12.4
|
9.6
|
10.3
|
13.1
|
بريطانيا
|
20.5
|
18.7
|
19.8
|
17.5
|
هولندا
|
45.7
|
42.9
|
60.3
|
65.2
|
دول النمور :
|
|
|
|
|
الصين
|
6.0
|
16.2
|
23.6
|
38.4
|
كوريا
|
27.4
|
24.6
|
33.61
|
36.1
|
ماليزيا
|
53.1
|
67.0
|
108.7
|
107.7
|
دول عربية :
|
|
|
|
|
المملكة العربية السعودية
|
68.8
|
42.5
|
41.1
|
35.0
|
مصر
|
12.4
|
12.6
|
4.7
|
10.3
|
الأردن
|
15.0
|
26.2
|
22.3
|
34.4
|
المغرب
|
12.8
|
16.7
|
22.2
|
20.3
|
موريتانيا
|
25.0
|
40.0
|
44.4
|
35.0
|
حساب النسبة من معد الكتاب ، وقد فاقت النسبة 100% في حالة
ماليزيا ، لأن الصادرات تحسب بالأسعار الجارية والناتج المحلي الإجمالي
يحسب بالأسعار الثابتة لكن ذلك لا يغير من الصورة العامة كثيرا
حصة المملكة العربية السعودية هي الأكبر بين دول الشرق الأوسط ، حيث إن نصيب المملكة من إجمالي صادرات الشرق الأوسط كان يتفاوت ما بين الربع والخمس من الإجمالي خلال عقد الثمانينات وفاق ذلك في التسعينيات وما بعدها ، طبقا لإحصاءات صندوق النقد الدولي في المراجع المشار إليها أعلاه . وبالرغم من أن البترول يطغي على صادرات الشرق الأوسط وصادرات المملكة ، فإن حجم الصادرات غير البترولية في تزايد علما بأن نسبتها معتبرة . وطبقا لنشرة إحصاءات التجارة الخارجية التي تصدرها وزارة المالية والاقتصاد الوطني في المملكة العربية السعودية ، كانت القيمة الإجمالية للصادرات غير البترولية في عام 1986م 4634 مليون ريال سعودي . وفي عام 1996م كانت الصادرات غير النفطية 24.3 بليون ريال طبقا لتقارير مؤسسة النقد السعودية . وبعد عقد آخر من الزمان ، فاقت الصادرات غير النفطية مبلغ مائة بليون ريال عام 2007 . وتوضح هذه الأرقام الأهمية المتزايدة للصادرات غير البترولية ، ونجاح سياسة المملكة في تنويع اقتصادها ، وزيادة القدرة التنافسية في هذه المجالات . لهذا هناك حجم كبير للأعمال الدولية في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط من القطاعين العام والخاص ، وعلى رجال الأعمال أن يواصلوا اقتحامه ولا يمكن إهماله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق