في السابق وضع بيرليموتر – من أوائل علماء الإدارة الدولية – نموذج عن توجه الشركات ذات الأعمال الدولية ، وأن منظور المنشأة هو الذي يحدد سياساتها واستراتيجياتها وذلك هو نموذج ( الأحادي – تعدي – إقليمي – عالمي ) . يحدد هذا المنظور مع العامل الاقتصادي ( التكلفة والعائد ) ، مع العامل السياسي ( سياسة الدولة المضيفة ) ، كيفية التخطيط في الشركة الدولية ، المنظور الأحادي هو الذي محوره بلد الشركة الأم . والمنظور التعددي هو محوره البلد المضيف . بينما المنظور الإقليمي يجمع نظرة مجموعة بلدان متجاورة . والعالمي لا يفرق بين البلدان . طبق بيرليموتر وآخرون هذا النموذج في مجال التخطيط الاستراتيجي ، فمن حيث رسالة الشركة ، يرون أن المنظور الأحادي يكون توجهه هب الأرباح والأرباح فقط ، بينما في المنظور التعددي يصبح السعي للقبول من أهل البلد المضيف والشرعية هو الذي يوجه مهمة الشركة ، بينما في المنظور الإقليمي والعالمي ، لكلا الربح والقبول دور مهم في تحديد مهمة أو رسالة الشركة .
أما من حيث الاستراتيجية عموما ، فالمنظور الأحادي يدمج استراتيجية الأعمال الخارجية في الأعمال المحلية في البلد الأم ، بينما في المنظور التعددي تكون استراتيجية الشركة في كل قطر قائمة بذاتها ولا تكامل بينها . وفي المنظور الإقليمي تتكامل استراتيجيات كل مجموعة مع بعضها إقليميا ، لكن ليس بالضرورة أن تتكامل عالميا . وهذا التكامل الإجمالي إنما يتم في حالة المنظور العالمي . وعموما هذا منظور صعب التحقيق .
حمل بارتلت وجوشال تصنيف Porter أعلاه إلى مرحلة أعلى على أساس افتراض أن الشركة عندما تدخل بلدا ما ، ستجد نفسها تجابه واحدا من نوعين من الضغوط بدرجات متفاوتة أو كليهما . وهي ضغوط لتخفيض التكلفة لتنافس على أساس سعري في السوق الأجنبي ، أو ضغوط لتلائم وتستجيب لأوضاع البيئة المحلية في البلد المضيف . شدة هذه الضغوط تعتمد على نوع السلعة ، الصناعة ، ثقافة البلد المضيف وقوانينه ، الشركة نفسها من حيث الاسم والسمعة الخ .
في السلع النمطية مثلا التي يصعب تمييزها عن الأخريات كالسكر والمح والخشب وإطارات السيارات ن تكون ضغوط تخفيض التكلفة ( السعر ) عالية . أما في الطعام والملابس تكون ضغوط الاستجابة للوضع المحلي عالية ، وعلى هذا صنف بارتلت وجوشال نوع الاستراتيجيات إلى أربع :
استراتيجية المحليات المتعددة : ضغوط استجابة عالية وضغوط تخفيض سعر قليلة .
استراتيجية عالمية : ضغوط عالية لتخفيض التكلفة ، وضغوط منخفضة لملاءمة البيئة .
استراتيجية دولية : ضغوط منخفضة من الجانبين .
استراتيجية عبر – وطنية : ضغوط عالية من الجانبين .
أفضل وضع للشركة هو الاستراتيجية الدولية فهنا لا تنفق فيه الشركة أموالا إضافية لإعادة تشكيل منتجها أو أسلوب عملها عموما ، وفي الوقت نفسه تتقاضى سعرا عاليا . هنا نجد الأسماء الكبيرة من P&G إلى سوني . وأصعب وضع هو استراتيجية عبر الوطنية ، حيث تجد الشركة أن عليها أن تعيد تشكيل سلعتها وأساليب عملها في كل بلد . ومع ذلك مطلوب منها تخفيض السعر إذا أرادت أتن تنافس . أي استراتيجية تختار الشركة ستعتمد على الوضع المعني كما قولنا . ولا ننسى أن نذكر هنا أن التصنيف مواز لتصنيف أعلاه ، حيث تعادل استراتيجية المحليات المتعددة المنظورة التعددي ، وتعادل الاستراتيجية الدولية المنظور الأحادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق