يختلف مفهوم الرقابة هنا عن مفهوم الرقابة في النموذج البيروقراطي
فالرقابة هنا رقابة ذاتية مستمدة أصلا من فلسفة الالتزام الذاتي الناتج من المشاركة في وضع الأهداف .
إن الرقابة الذاتية تكون منطقية وممكنة وليست نظريا إذا كان من مصلحة المدير نفسه أن يراقب على أعماله وهو لن يراقب على أعماله ويصححها أولا بأول إلا إذا كانت أهدافه ومصالحه الشخصية قد تم نسجها في أهداف المنظمة الذي اشترك في تحديدها .
على أن الرقابة الذاتية لا تلغي الرقابة الرئاسية فرقابة الرئيس دورية فقط في فترات دورية ولكن الرقابة والتصحيح هي من سلطة المدير ( صاحب مركز المسئولية ) إلا إذا كان هناك تقصير واضح يبرر تدخل الرئاسة الأعلى .
إن الرقابة الذاتية لا تتحقق إلا بتوافر الأجزاء الأخرى للترتيبات التنظيمية الرسمية ومنها على سبيل المثال الاختيار والتدريب والتحفيز .
الاختيار والتدريب وتحفيز الأفراد :
إن التخصص ضروري واختيار الأفراد على أساس الكفاءة الفنية المتخصصة ومتطلبات العمل مسألة ضرورية ومن ناحية أخرى يجب مراعاة التركيب السيكولوجي لكل شاغل وظيفة بحيث يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
كما يشترط أن يكون التدريب بناء على احتياجات تدريبية محددة وليس من النوع التقليدي ( زيادة ثقافة في برامج مدير من هنا ومدير من هناك في موضوعات عامة ... ) فالتدريب التقليدي غير فعال .
تحفيز الأفراد :
احتل تحفيز الأفراد دورا جوهريا في المدرسة السلوكية وظهرت نظريتان على الأقل في تحفيز الأفراد :
نظرية X :
تركز على الحافز المادي الإيجابي والسلبي بإعتباره الحافز الفعال
نظرية Y :
تركز على الحافز المعنوي الإيجابي والسلبي بإعتباره الحافز الفعال .
وكلا النظريتين صواب إذا كنا نأخذ في اعتبارنا ظروف العمل وتكنولوجيا المنظمة .
ففي جمعية دينية او حزب سياسي أو كلية جامعية نجد أن الحافز الأكثر فعالية هو الحافز المعنوي فإعطاء لقب ديني لشخص معين من أكبر الحوافز وإعطاء الأستاذية لمدرس مساعد أهم من إعطائه نقودا وحرمان عضو الحزب من مسئولية إحدى اللجان من العقوبات الكبيرة المؤثرة .
ولكن نجد أن الحوافز الأكثر فعالية في المنظمات الاقتصادية هي بصفة عامة الحوافز المادية ولاسيما على مستوى العمال حيث تحتل النقود أداة تحفيزية كبرى
المهم أن يكون الحافز مرتبطا بالنتائج فإذا لم يكن الحافز مرتبطا بالنتائج فأرجو نسيان موضوع التنظيم الفعال فليس من المتصور وجود تنظيم فعال إذا لم يكن هناك فرق بين الشخص الذي يحقق نتائج عظيمة والشخص الذي يحقق نتائج عادية وكلنا نعرف السيكولوجية العامة في التنظيم البيروقراطي حيث العمل ( بقدر فلوسهم ) أو بالحد الأدنى الذي يخلى من المسئولية .