لا يمكن فصل التنظيم سواء في التصميم أو في الممارسة عن الأنماط القيادية فلا يمكن تصور نمط ديمقراطي للقيادة العليا في مؤسسة عقابية أو معتقل سياسي .
إن فاعلية التنظيم ترتبط بالنمط القيادي مثل ارتباطه بالترتيبات التنظيمية .
إن النمط القيادي في مؤسسة عسكرية قد يختلف باختلاف طبيعة المرحلة التي تمر بها المؤسسة العسكرية فالسلطة التحفيزية في الجيش أيام السلم تختلف عن السلطة التحفيزية أيام الحرب فأفراد القوات المسلحة أيام السلم يستجيبون للتحفيز المادي الإيجابي أو السلبي سواء كان في شكل نقود أو ( حبس داخلي )
أما التحفيز ( وهو من أهم الترتيبات التنظيمية الرسمية ) أيام الحرب فإنه يعتمد على القيم العليا للإنسان حيث يعتبر الموت في سبيل الوطن جهادا واستشهادا .
إن القيادة العليا تؤثر وتترك بصماتها على ما يدور في الواقع العملي ولا يحتاج كلامنا هذا إلى اثبات كثير .
إن مصالح القيادة العليا لابد وأن تتفق مع مصالح المنظمة وإلا حدث إحلال خطير للأهداف حيث تسير المنظمة في اتجاه معاكس مع الاتجاه الذي أنشئت من أجله وكثير منا يشهد منظمات تدار لمصالح قادتها الكبار ولذلك فإن فعالية التنظيم مرتبطة تمام الارتباط بمدى اتفاق مصالح واستراتيجيات قاداتها مع مصالحها التي انشئت من أجلها .
من أجل ذلك فإنه من الأهمية بمكان التدقيق التام في اختيار القيادات الإدارية العليا للمنظمة بمجرد إنشائها حيث يتفق معظم أساتذة الإدارة المعاصرين على أنه بمجرد أن تنشأ المنظمة ينشأ معها أهداف لقادتها العليا ( وباقي العاملين طبعا ) فإذا لم يكن هناك اتساق فليس من الممكن إحداث إصلاح حتى ولو تم عزل بعض رجال القيادة العليا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق