إن فعالية أي تنظيم لابد وأن تكون مرتبطة بظروف العمل والظروف البيئية الخارجية ولكن ظروف العمل والظروف البيئية الخارجية ليست هي العامل الوحيد المحدد لفعالية التنظيم ولكنها أحد المتغيرات القوية .
طبيعة عمل المنظمة لاشك تؤثر على فعاليتها فتنظيم سجن مثلا يختلف عن تنظيم مكتب استشاري قانوني أو محاسبي ففعالية السلطة العليا في السجن لا تستمد من التفوق المهني فيمجال تخصصي وإنما تعتمد على قدرة هذه السلطة العليا في تحقيق الاذعان أو القمع وهي هنا ليست بالضرورة لتفوق عضلي أو قوة جسمانية فصاحب السلطة وصاحب الأمر في السجن لا يشترط أن يكون متفوقا جسمانيا فنجاحه غير مرتبط بتفوق مهني بعكس كبير المحاسبين في مكتب محاسبة فإن سلطته هنا مستمدة من تفوقه المهني .
وتنظيم مستشفى يختلف أيضا عن تنظيم شركة صناعية فمدير المستشفى بالنسبة لأي عملية جراحية ليس هو صاحب السلطة فأي طبيب جراح هو صاحب السلطة العليا فيما يتعلق بما يعطى للمريض ووقت العملية .
والأمر يقال أيضا عن أستاذ الكلية بالجامعة وعميد الكلية فليس لعميد الكلية سلطة على أستاذ الجامعة حول ما إذا كان طالب معين يستحق النجاح أو الرسوب فسلطة أستاذ الجامعة مستمدة من مهاراته التي تتطلب إعدادا خاصا حتى ولو كان عميد الكلية أستاذا فليس له سلطة على الأستاذ من ناحية تقديره لأسس النجاح وإذا لم يراع هذا الاعتبار فإن الفشل مصير المنظمة مهما قمنا بعمل خرائط تنظيمية وتحديد اختصاصات .
إن درجة استقرار السوق من المتغيرات المهمة التي تؤثر في باقي المتغيرات الأخرى .
فتصميم الترتيبات التنظيمية يختلف بإختلاف درجة استقرار السوق . إن ظروف المنافسين تؤثر في الترتيبات التنظيمية الرسمية فوجود منافسين أقوياء ربما يجعل من الضروري خلق إدارات جديدة للدعاية والإعلان وبحوث السوق وبحوث السوق والتطوير وربما إدارة للائتمان والتحصيل ... إلخ
وظروف الموردين أيضا تؤثر على الترتيبات السمية حيث يتطلب الأمر خلق إدارات قوية أو مركزية أو إقليمية للمشتريات والمخازن
وظروف العملاء أيضا فالعملاء المتحضرون يتطلبون أسلوبا في المعاملة يختلف عن العملاء غير المتحضرين فالطبيعة المميزة للعملاء لها اعتبار كبير في الترتيبات التنظيمية الرسمية فمكتب استشاري إداري يتعامل مع أساتذة ومستشارين لا يمكن أن يسير تنظيما على نفس منوال متجر تمويني يبيع سلعا تموينية لاختلاف في أهمية الوقت والفرصة البديلة والتوقعات والتركيبات السيكلوجية ... إلخ .
إن الرأي العام عن ميدان عمل معين يؤثر تأثيرا كبيرا في الترتيبات التنظيمي الرسمية وفي باقي المتغيرات الأخرى
فتنظيم هيئة قناة السويس في مجتمع تم فيه تأمين هذه الهيئة حديثا يختلف عن تنظيم نفس الهيئة تحت ظروف عادية حيث يكون التنظيم في حالة التأميم أقرب إلى التنظيم العضوي لاستيعاب المفاجآت التي تحدث في الممارسة .
وتنظيم مؤسسة للتموين يختلف عن تنظيم مؤسسة لإنتاج السلع الكهربائية المعمرة فالتموين متصل بالجماهير والقاعدة العريضة وأي خلل يرتبط بالقيادة السياسية ولذلك فإن كثيرا من متغيرات التنظيم تختلف باختلاف الأهداف
والرأي العام حول ضرورة الانضباط أو توفير خدمة بشكل معين يملى على المنظم شروطا خاصة سواء في الترتيبات التنظيمية الرسمية أو في أي متغير من المتغيرات التنظيمية الأخرى .
ومما لا شك فيه أن العوامل الخارجية عن المنظمة تؤثر تأثيرا كبيرا على تصميم الترتيبات التنظيمية وباقي المتغيرات الأخرى . فمثلا :
تأميم الاقتصاد القومي يحدث ضغطا على التنظيم ليتجاوب مع المتطلبات الجديدة
نقص الطاقة ربما يردي إلى إحداث ضغوط على الترتيبات التنظيمية من حيث سلطة اتخاذ قرارات تخصيص الموارد وعودة من اللامركزية إلى المركزية .
السلطة التحفيزية التي تتمركز في السلطة السياسية في حالة المنظمات المؤممة ويصعب وضعها في مكانها الطبيعي لتحقيق التحفيز الفعال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق