النموذج الميكانيكي للتنظيم

في التنظيم الميكانيكي تقسم أعمال المنظمة ككل إلى تخصصات يقوم كل فرد بتحمل مسئوليته في العمل كجزء منفصل عن الهدف العام للشركة ككل . 

فهناك شخص ما في المنظمة في أعلى مستوى مسئول عن التأكد من أن عمله ( عمل الفرد ) متسق أو منسق مع أعمال الآخرين . 

إن الأساليب الفنية والواجبات والسلطات المرتبطة بكل منصب محددة تحديدا جيدا . وهناك قيمة عالية موضوعة على الدقة في التحديد والدقة في الفصل للاختصاصات . 

إن التفاعل في الممارسة الفعلية للتنظيم ( الميكانيكي ) يتبع خطوطا رأسية أي بين الرؤساء والمرءوسين . 

إن عمل الموظف وممارساته موصوفة بدوره الوظيفي من خلال وصف وظيفي ومحكومة بتعليمات وقرارات صادرة من الرؤساء . 

إن هيراركية القيادة هذه مدعمة بافتراض أن الشخص الوحيد الذي يعرف كل شيء عن الشركة هو الشخص الذي يقع على قمة التنظيم إنه الشخص الوحيد إذن الذي يعرف كيف يمكن تخصيص أو استخدام الموارد البشرية . 

إن الناس تتصور نظام الإدارة على أنه هيراركية معقدة يمكن تبسيطها في خرائط تنظيمية وتعمل من خلال نظام رقابي مبسط حيث تتدفق المعلومات من أسفل إلى أعلى من خلال فلتر تنظيمي متتابع ( رئاسات متعددة ) وحيث تتدفق القرارات والتعليمات إلى أسفل من خلال مكبرات متتابعة مرءوسين في حلقات متعددة . 

واضح أن التنظيم الميكانيكي في الواقع ما هو إلا البيروقراطية الرشيدة والمعروفة لكل طلبة التنظيم منذ قرن من الزمان .

فالبيروقراطية أو النموذج الميكانيكي للتنظيم باستخدام ألفاظ ( بيرنز ) تمثل بالنسبة للموظف عالما منظما في ميدان العمل . 

فقراراته وتصرفاته تحدث في إطار مستقر من الوظائف والمهارات والمعرفة المتخصصة والاختصاص الوظيفي . 

ففي مصنع ينتج سلعا نمطية في سوق مستقرة فإن نمط القرارات والتصرفات سيكون متفقا مع هذا الوصف السابق . 

فإذا نزل الواحد منا إلى مستويات إدارية أقل فإننا نجد كمية محدودة من المعلومات وفهم أقل لما يجري من الأمور في باقي أجزاء المنظمة . 

إننا نجد أن وظيفة كل شخص أصبحت أكثر تحديدا من رئيسه . وإلى حد معين نجد أن سلطته قليلة ومعلوماته قليلة وخبراته الفنية غير كافية لاتخذا القرارات . 

إن رؤساءه يخبرونه إذا خرج عن حدوده بشكل واضح .. وفيما عدا ذلك فإن المفروض عليه أن يعرض الأمر على رئيسه . 

فوحدات التنظيم الميكانيكي إذن هي الأنماط الهرمية التقليدية في التنظيم ففي الوحدة التنظيمية الميكانيكية يتم تصميم الهيكل على أساس أن يعمل مثل الماكينة أو الآلة فيتم :

1- تحديد أدوار المناصب تحديدا دقيقا . 

2- تحديد الإجراءات تحديدا دقيقا . 

3- تحديد قنوات الاتصال تحديدا دقيقا . 

4- تقسيم الأعمال إلى أجزاء بحيث يتم تجميعها مرة أخرى .

5- ترتيب السلطات والنفوذ والمعلومات على حسب المستويات الغدارية بمعنى أن كل مستوى إداري أعلى يتمتع بقدر أعلى من السلطة بقدر أعلى من النفوذ وبقدر أعلى من المعلومات . 

6- تركيز عملية اتخذا القرارات في أعلى الوحدة والمستويات العليا هي التي تتخذ قرارات قيمية من أجل تقرير ما هو الأهم وما هو المهم بما يتلاءم مع الظروف البيئية المحيطة . 

7- المستويات الإدارية العليا هي التي تقرر القنوات التي من خلالها سيجمع الرئاسات في المستويات الأقل معلومات والطريقة التي تستخدمها لتصنيف تلك المعلومات . 

ففي التنظيم الميكانيكي يتم تصميم المنظمة مثل الآلة : حيث يتم النظر إلى الأفراد على أنهم أجزاء مسئولة عن القيام بواجبات محددة . 

وعندما يترك العاملون المنظمة بالاستقالة أو بلوغ سن المعاش او غير ذلك فإن عاملين آخرين يحلون محلهم  . 

وهناك شخص ما في القمة هو المصمم هو الذي يحدد الأجزاء وهو الذي يحدد كيف يمكن تحقيق التناسب والارتباط بينها .