يمكن تمييز أربعة متغيرات تنظيمية تسهل عملية الابتكار ولو أنه من الضروري التمييز بين مرحلة التفكير واتخاذ القرار وبين مرحلة تطبيق الابتكار وكذلك قوى القبول وقوى الرفض في الابتكار ذاته .
أولا : توافر المتخصصين المهنيين :
إن زيادة عدد المتخصصين المهنيين في التنظيم يعطي فرصة لإحضار معلومات جديدة للمنظمة .. هذه الزيادة من المعرفة تحقق مزيدا من الاحتكاك في الآراء وبالتالي مزيدا من المقترحات الابتكارية .
إن المشكلة هنا هو أن توافر الآراء يشجع على دراسة الاقتراح وربما قبوله إلا أن وجهات هؤلاء المتخصصين المهنيين ربما تتعارض في التطبيق حيث تنشأ مشكلات من وجهات النظر المتخصصة .
ثانيا : عدم التركيز على القواعد واللوائح والاجراءات :
إن التركيز الزائد على القواعد واللوائح والاجراءات يحد من حرية متخذي القرارات ورغبتهم في اتخاذ قرارات ابتكارية وسبب ذلك واضح وهو عدم وجود وعي عند البيروقراطيين عن فجوة الأداء .
وعلى ذلك فالتنظيم البيروقراطي لا يشجع على قبول الابتكار ولكن إذا تم قبول الابتكار فإن القواعد واللوائح والاجراءات تساعد في التطبيق .
وهذه مشكلة تنظيمية كبرى حيث النموذج الصالح للتطبيق غير صالح لقبول الأفكار الجديدة .
ثالثا : اللامركزية في السلطة :
إن وجود مفهوم رئيس واحد للمنظمة يجعل من الصعب قبول الابتكار حيث أن أي تغيير يجب أن يكون بموافقته حيث ان المركزية لا تشجع على الابتكار حيث يتم طرد جميع المقترحات المبتكرة من أسفل إلى أعلى وربما تتلاشى في الطريق أو ترفض في الرئاسة الأعلى للتنظيم .
إن اللامركزية تساعد على الابتكار في مراحله الأولى : مرحلة التفكير واتخاذ القرارات ولكن الأفكار الجديدة التي تم تبنيها تجد مشكلات في التطبيق مع اللامركزية .
رابعا : العلاقات الشخصية :
إذا كانت العلاقات الشخصية متوافرة في التنظيم فإنه غالبا ما يصبح السهل التصدي للمشكلات الفنية إذا تم تفريغ المشكلات السلوكية والانفعالية منها .
إن من أكبر المشكلات في قبول أو تطبيق الابتكار وجود انفعالات كراهية أو عدم تعاطف حيث إن وجودها يجعل من الصعب التصدي للمشكلات الفنية بفعالية .
خامسا : التعامل مع الصراع :
إن التعامل مع الصراع بالمواجهة والتفهم يشجع على قبول وتطبيق الابتكار ... أما قمع الصراع فهو يزيد من قوة المعارضة الخفية للابتكار حيث يمارس المصارعون أساليب رفض مضادة خفية من جميع الأشكال والألوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق