الإنسان مخلوق اجتماعي بطبيعته لا يمكن أن يعيش في عزلة لوجود نوعين من الجنس ( الرجل والمرأة ) وحاجتهما إلى بعضهما البعض ، كذلك إلى وجود ( الأبوية ) حيث تنشأ العلاقة بالضرورة بين الأبن والأب والأم .
والإنسان شيء بيولوجي ونتوقع صراعه في منافسة الآخرين نحو المأكل بصفته خاصة والبقاء بصفة عامة .
والعلاقات التي تنشأ بين الإنسان الفرد تختلف عن العلاقات التي تنشأ بين الأشياء المادية البحتة في أن الخبرة والتكييف يؤثران على تصرفات الأفراد ( ربما بنسب مختلفة ) وعلى هذا فرد الفعل أو ردود الأفعال بين فردين عبارة عن مجموعة من الانفعالات في التصرفات الاجتماعية .
لذلك فإن الفرد في التنظيم ليس آلة رد فعلها معروف ولكن يجب أن نفسر السلوك التنظيمي بمعرفتنا لمحددات سلوك الفرد .
إن سلوك الفرد كما يقول " جيمس مارش " و " هيربرت سايمون " يتحدد بالحالة الداخلية للفرد ساعة العمل وبالمؤثر الخارجي .
إن الحالة الداخلية للفرد ساعة العمل تتوقف على الذاكرة .
الذاكرة ( بإعتبارها تسجيلا للخبرات الماضية والعلاقات بين الأنشطة والنتائج ) تتوقف على القيم أو المعايير التي تحدد أي بديل يتخذ في عملية اتخاذ القرار كما تشمل العلاقات بين كل نشاط ونتيجته وبالتالي فهي تشمل التوقعات والمعتقدات .
إن الأفراد في المنظمة وبصفة خاصة العاملين كما يقول عنهم " مارش وسايمون " هم أدوات سلبية بصفة مبدئية قادرة على القيام بالعمل كما لا تبادر بالتأثير بطريقة تذكر .
وبالإضافة إلى السلبية التي يصف بها " مارش " و " سايمون " الإنسان في التنظيم فإنه يقدم مجموعة افتراضات أخرى مرتبطة بهذا الافتراض الأول .
فهما يفترضان أن الأفراد يحضرون معهم للمنظمة اتجاهات وقيما وأهدافا وعلى ذلك فإن من الضروري عنا عو أنه ليس هناك توافق كامل بين أهداف الأفراد وأهداف المنظمة وبالتالي فإن الصراعات القائمة أو المتوقعة تجعل ظاهرة القوة واتجاهات الأفراد وروحهم المعنوية مركزا رئيسيا في شرح السلوك التنظيمي .
إن فكرة " السلبية " التي تفترض في الفرد وبالتالي فكرة ضرورة تشجيعه على الإسهام قد بأدها " شيستر بارنادر " فيكتابه " وظائف المدير " فهو يتوصل إلى حقيقة مؤداها أن الأفراد يتعاونون مع بعضهم بالقدر الذي تتحقق فيه حاجاتهم وعلى هذا فإنه إذا كانت المنظمة غير قادرة على إيجاد مشجعات كافية لإحداث التعاون والإسهام المطلوب من الأراد فإن المنظمة ستتلاشى إلا إذا تمكنت من تحقيق حاجات الأفراد بشكل يكون كافيا لإحداث العزيمة والتعاون اللازمين للعمل حتى يمكن تحويل اللامبالاة إلى عمل إيجابي .
ويتفق ماكس مارشال مع بارنارد ومع مارش وسايمون فهو يرى أن الإنسان الفرد يبيع جزءا من روحه بصرف النظر عن القيم المسيطرة عليه للمنظمة فهو يضع نفسه تحت تصرف المنظمة تستغله .
إن التوازن بين إسهام الفرد والمشجعات التي تقدمها المنظمة تحتل مركزا كبيرا في الفكر التنظيمي الحديث لدرجة أن الكثيرين يطلقون عليها نظرية الإسهام والمشجعات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق