وجود المنظمات على اختلاف أنواعها يهدف إلى استخدام الموارد المتاحة في المجتمع لإشباع الحاجات والرغبات المختلفة لأفراد هذا المجتمع وتتمثل هذه الحاجات المختلفة للأفراد في الآتي :
الحاجات الاقتصادية والخاصة بتوفير السلع والخدمات اللازمة لبقاء الإنسان ولزيادة رفاهية المجتمع .
الحاجات السياسية المتعلقة بتحقيق الأمن والأمان لأفراد المجتمع وحماية النظام السائد والتعامل مع المشاكل الخارجية .
الحاجات الاجتماعية والتي تتمثل في تحقيق الانتماء والتفاعل الاجتماعي وتحقيق الذات .
الحاجات الروحية والتي تنبع من المعتقدات الدينية التي تتضمنها الكتب السماوية أو بعض المبادئ الاجتماعية في بعض المجتمعات التي لا تؤمن بالأديان .
الحاجات الصحية والتي تستهدف المحافظة على الصحة والبقاء .
الحاجات الجمالية والتي تسعى إلى تحقيق الأهداف الجمالية لإرضاء غريزة الحس الجماعي للأفراد .
ويلاحظ أن الحاجات السابق ذكرها تقوم المنظمات المختلفة داخل المجتمع بإشباعها . فالحاجات الاقتصادية عادة تقوم منظمات الأعمال بإنتاج وتوزيع السلع والخدمات لإشباعها بينما تقوم التنظيمات السياسية والمنظمات العامة بإشباع الحاجات السياسية وتقوم الأندية والتنظيمات النقابية بإشباع الحاجات الاجتماعية وتقوم المستشفيات ودور العلاج بإشباع الحاجات الصحية وتقوم المساجد والكنائس ودور العبادة بشكل عام وبعض المنظمات العامة بإشباع الحاجات الروحية أخيرا فإن المتاحف والعديد من المنظمات تقوم بإشباع الحاجات الجمالية .
ويلاحظ بصفة عامة أن منظمات الأعمال تهتم أساسا بإشباع الحاجات الاقتصادية بينما يأتي دور المنظمات العامة ( وهي المنظمات غير الهادفة للربح ) في إشباع العديد من الحاجات السابق ذكرها .
ومن ثم تتضمن الأعمال كافة النشطة المبذولة لإنتاج وتوزيع السلع والخدمات اللازمة لإشباع الحاجات والرغبات الإنسانية ويتم التركيز بصفة أساسية على الحاجات الاقتصادية لأفراد المجتمع .
وينظر الكثيرون إلى منظمات الأعمال على أنها مركز إشباع الحاجات الاقتصادية لمجموعات معينة من الأفراد وكذلك قوة اقتصادية هائلة بجانب كونها قوة اجتماعية عامة في المجتمع .
ويمكن النظر إلى منظمة الأعمال على أنها أي شكل من أشكال النشاط الاقتصادي والذي يستهدف إشباع حاجة من الحاجات الاقتصادية نظير تحقيق ربح معين . ويقصد بالحاجة الاقتصادية مجموعة الحاجات والرغبات المعترف بها للأفراد في مجتمع ما أما المنظمة فإننا قد نعني بذلك المتجر أو المصنع أو البنك أو غير ذلك من الأشكال .
وبهذا يمكن القول بأن منظمات الأعمال هي تلك المنظمات أو الوحدات الاقتصادية التي تعمل على إشباع احتياجات ورغبات الأفراد من خلال تقديم مجموعة من السلع والخدمات وذلك بهدف تحقيق الربح .وعلى هذا فإن المعيار الأساسي الذي يفرق منظمات الأعمال عن المنظمات العامة هو وجود دافع الربح كمقابل لإشباع الحاجات أي أن منظمات الأعمال تعمل على تحقيق الهدف المزدوج لإشباع احتياجات مستهلكيها وتحقيق أهدافها المتعلقة بالربحية . والمنطق من هذا أن قدرة المنظمة على البقاء والاستمرار والنمو وتحقيق الأرباح إنما يتوقف بصورة أساسية على مدى ولاء المستهلكين ومداومتهم على شراء منتجات المنظمة ( سواء سلع أو خدمات ) وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت هذه المنتجات تشبع احتياجاتهم وتتقابل مع مستوى توقعاتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق