شهدت المجتمعات الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا العديد من التغيرات في الثلاثة قرون السابقة ففي الولايات المتحدة ظهرت المشروعات الصغيرة مع قدوم المهاجرين الأوروبيين وكانت هذه المشروعات الدعامة الرئيسية للنهضة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد تغير الحال بعد الحرب الأهلية الأمريكية وظهرت الشركات العملاقة والتي ساعد على تطورها التقدم في وسائل النقل والمواصلات والقدرة على تخفيض التكلفة مع زيادة الإنتاج أو ما يعرف باقتصاديات الحجم الكبير . ومع تخفيض التكلفة استطاعت هذه الشركات العملاقة تخفيض الأسعار ولذلك واجهت المشروعات الصغيرة مشكلة المقدرة على المنافسة مع الشركات العملاقة وبدأت هذه المشروعات في الانسحاب تدريجيا من السوق .
ولكن تغير الحال في العقدين الأخيرين فاتجه الاقتصاد العالمي عامة والاقتصاد الأمريكي والأوروبي خاصة ما يعرف باقتصاد الخدمات وبدأ دور اقتصاديات الحجم الكبير يتقلص تدريجيا وأصبح من السهل البدء في أي مشروع .
بالإضافة إلى ذلك فإن الهيكل التنظيمي المبسط الذي تمتعت به الشركات الصغيرة سمح لها بتقديم خدمات خاصة للعملاء لا تقدمها لهم الشركات الكبرى .
وفي ذات الوقت ظهر اتجاه حديث بين العاملين في الشركات العملاقة يدفعهم إلى ترك هذه الشركات والبدء في مشروعاتهم الخاصة . وتميزت هذه المشروعات بأنها لا تحتاج إلى رأسمال كبير ويمكن إدارتها بشكل غير رسمي وإن احتاجت إلى مجهودات ضخمة واستغلال كامل للخبرات السابقة التي اكتسابها أصحاب هذه المشروعات .
وبالإضافة إلى ذلك فإن الشركات الكبيرة قد اتجهت إلى وقد تكون أجبرت على تقليل حجمها وذلك من خلال التخلص من العديد من الأنشطة والعمال وقد يكون السبب مرجعه إلى تدهور الحالة الاقتصادية أو تطبيق استراتيجيات جديدة من قبل الشركات متمثلة في شراء الخدمات من الخارج ( خدمات الأمن والصيانة والتغذية والاستشارات والبحوث ) وأكثر من ذلك ظهر الجدل حول مسألة الصنع أم الشراء من خلال قيام الشركة بشراء المستلزمات والتي قد تكلف الشركة أقل من دخولها في مجالات لا تستطيع تحقيق التميز فيها . وقد أتاح هذا الاتجاه الفرصة للمشروعات الصغيرة للدخول في عالم الأعمال من خلال قدرتها على تقديم هذه الخدمات أو تصنيع المستلزمات واحتياجات الشركات كأحد الصناعات المغذية للشركات الكبيرة .
وقد لعبت التغيرات في السوق وفي أذواق العملاء والمنافسة دورا هاما في ظهور وزيادة فعالية المشروعات الصغيرة وذلك من خلال الاتجاه نحو تقديم هذه الخدمات أو تصنيع المستلزمات واحتياجات الشركات كأحد الصناعات المغذية للشركات الكبيرة .
وقد لعبت التغيرات في السوق وفي أذواق العملاء والمنافسة دورا هاما في ظهور وزيادة فعالية المشروعات الصغيرة وذلك من خلال الاتجاه نحو تقديم السلع والخدمات بشكل مفصل إلى مجموعات صغيرة من المستهلكين بدلا من قيام الشركات بخدمة قطاعات سوقية كبيرة الحجم نسبيا . وقد أدى هذا الاتجاه إلى تدعيم دور المشروعات الصغيرة في خدمة عملائها من خلال العمل مع السوق المجزأ بدلا من التعامل مع السوق الواسع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق