تعتبر نظرية نسب عناصر الإنتاج الجديدة الاختلافات بين الدول في مدى الوفرة أو الندرة النسبية لعنصر رأس المال الإنساني أو البشري . والاختلافات بين الصناعات في احتياجاتها من رأس المال الإنساني أو البشري باعتبارها عنصرا جديدا من عناصر الإنتاج ( بجانب عنصري العمل ورأس المال ) وإحدى محددات التخصص الدولي في إطار عالم هكشر – أولين الاستاتيكي . ويتمثل الفرض الرئيسي لهذه النظرية في اعتبار عنصر العمل عنصرا غير متجانس مع احتوائه على درجات متباينة من المهارة . ومن هنا يمكن القول إن نظرية نسب عناصر الإنتاج الجديدة تفرق بين العمل الماهر والعمل غير الماهر حيث تعتبر العنصر الأول نوعا من الاستثمارات يجب إضافتها إلى عنصر رأس المال . وكانت هذه النقطة الأخيرة هي مصدر تسميته برأس المال الإنساني أو البشري لاحتياجه إلى استثمارات متنوعة في مجالات التعليم والتدريب . وفي ضوء ذلك يمكن تعريف عنصر رأس المال البشري على أنه نسبة الأيدي العاملة الماهرة والمدربة إلى إجمالي قوة العمل لصناعة ما أو بلد ما . وكذلك تدل مستويات الأجور المتوسطة في إحدى الصناعات على درجة التأهيل والتدريب للأيدي العاملة .
وطبقا لهذه النظرية تنقسم كل من السلع والدول حسب مدى الوفرة أو الندرة النسبية لعنصر العمل البشري إلى سلع ودول كثيفة الأيدي العاملة الماهرة في جانب آخر . فالدول كثيفة الأيدي العاملة الماهرة تتجه إلى إنتاج وتصدير تلك السلع كثيفة رأس المال الإنساني ، والدول التي تعاني من ندرة نسبية في الأيدي العاملة الماهرة تلجأ إلى استيراد تلك السلع كثيفة رأس المال الإنساني . وبهذه الطريقة أمكن لنظرية نسب عناصر الإنتاج الجديدة أن تقدم حلا للغز ليونتيف . فتميز الولايات المتحدة الأمريكية بكون صادراتها الصناعية كثيفة العمل يرجع إلى ما تحظى به هذه الدول من وفرة نسبية في عنصر رأس المال البشري . فإذا جمعنا كلا من الصادرات كثيفة رأس المال المادي والصادرات كثيفة رأس المال الإنساني للولايات المتحدة الأمريكية لوجدنا أن الصادرات الأمريكية في نهاية المطاف كثيفة رأس المال وهو ما يتفق مع جوهر نظرية هكشر – أولين لنسب عناصر الإنتاج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق