فلو فرض وتوقع المتعاملون في سوق الصرف الآجلة أن سعر إحدى العملات سيرتفع في المستقبل ، فإنهم في هذه الحالة سيتجهون إلى شراء أكبر كمية من هذه العملة وبيعها فيما بعد عندما يكون سعرها قد ارتفع وبالعكس إذا تصور المتعاملون في سوق الصرف الأجنبي أن سعر إحدى العملات سينخفض في المستقبل فإنهم يلجأون إلى بيع هذه العملة الآن وشرائها فيما بعد والاستفادة من فرق السعرين ، لذلك فإن المضارب في سوق الصرف الأجنبي يتخذ لنفسه موقفا محددا أو مكشوفا بالنسبة للعملة التي يضارب عليها في المستقبل ، كما أنه على علم بما يحتويه هذا الموقف من مخاطر بالنسبة لتقلب أسعارها الحالية . على أن المضارب على ارتفاع أو انخفاض قيمة عملة في أسواق الصرف الآجلة أو المستقبلية تحمل نوعين من الأعباء المالية : الأول ويتمثل في مخاطر المضاربة نفسها ، فقد تتحقق توقعاته في ارتفاع أو انخفاض قيمة العملة وقد لا تتحقق . والثاني في سعر الفائدة التي كان يستطيع المضارب في الحالة الأولى ( ارتفاع قيمة العملة ) الحصول عليها لو أنه احتفظ بأمواله بعملته الأصلية في أحد البنوك أو الفائدة التي سيضطر المضارب في الحالة الثانية ( انخفاض قيمة العملة ) دفعها إلى البنك نظير الاقتراض منه .
أما عن الربح الذي يتوقعه المضارب على قيمة العملة فإنه يتوقف على مقدار صحة توقعاته بالمقارنة بالتوقعات العامة للسوق . لذلك يقال دائما عن المضارب الذي يتخذ لنفسه موقعا أكثر تفاؤلا عن توقعات السوق بالنسبة لمستقبل سعر عملة معينة أنه مضارب على الصعود ، أما المضارب الذي يتخذ لنفسه موقفا أكثر تشاؤما لمستقبل سعر عملة بالمقارنة بتوقعات السوق فيطلق عليه مضارب على الهبوط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق