أسواق رأس المال هي تلك الأسواق التي يتم فيها تبادل الالتزامات المالية طويلة الأجل كالأسهم والسندات أي تلك الأصول المالية التي تستحق الدفع بعد سنة أو التي ليس لها تاريخ استحقاق محدد كالأسهم وعلى ذلك يمكن القول بأن أسواق رأس المال في أسواق طويلة يتم فيها تمويل الوحدات ذات العجز المالي بإحتياجاتها المالية طويلة الأجل .
ويتم التعامل في هذه الأسواق من أجل تكوين رؤوس الأموال اللازمة للمشروعات فهو تمويل استثماري لآجال طويلة نظرا لطبيعة استخدامه التي تتطلب فترة طويلة هي فترة التكوين والإنشاء للمشروع حتى يبدأ الإنتاج ويبدأ تدفق الموارد النقدية اللازمة لسداد أصل القرض وفوائده ، ومن ثم ترجع أهمية أسواق رأس المال إلى كونها القناة الرئيسية لتدفق الادخار إلى الاستثمار الحقيقي وهذا التدفق مهم جدا لعمليات التكوين الرأسمالي للمجتمع .
ويتضح مما سبق أن المهمة الأساسية لسوق المال هي التمويل طويل الأجل دون تحديد للشكل الذي يتخذه هذا التمويل ( قروض مباشرة أو أوراق مالية ) وبالتالي يتكون سوق رأس المال من سوقين فرعيين طبقا لنوع العمليات التي تتم في كل منهما وهما :
القسم الأول : سوق الاقراض متوسط أو طويل الأجل :
ويطلق على هذا السوق سوق رأس المال من غير طريق الأوراق المالية وفي هذا السوق تكون العلاقة المباشرة بين الدائنين ( كالبنوك التجارية ) والمدينين ( كالمشروعات ) حيث يبرمون فيما بينهم عقودا بقروضيحل أجلها بعد عدة سنوات بيد أنه تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد فاصل دقيق بين القروض القصيرة والطويلة الأجل ومن ثم فإن مفهومها قد يختلف من مؤسسة مالية إلى أخرى ومن بلد إلى بلد آخر
ففي مصر والولايات المتحدة الأمريكية تكون القروض قصيرة الأجل إذا لم تتعد مدتها سنة
في فرنسا فتكون كذلك إذا كانت المدة لا تزيد عن سنتين
بينما نجد أن المفهوم السائد في البنك الدولي أن القروض قصيرة الأجل متى كان استحقاقه سنة أو أقل .
القسم الثاني : سوق الأوراق المالية :
يهتم سوق الأوراق المالية بالتعامل على الأوراق المالية التي تتسم بطول آجالها ( كالأسهم التي يرتبط عمرها بعمر المنظمة والسندات التي يتم اصدارها لعدة سنوات ) لذلك فهو يمثل الشق الثاني لسوق رأس المال .
وفي هذا السوق تكون العلاقة بين طرفي التعامل علاقة مباشرة حينما تقوم الوحدات ذات العجز المالي بإصدار صكوك يكتتب فيها الجمهور مباشرة ثم تصبح العلاقة غير المباشرة بمجرد حدوث تعامل تال عليها وبالتالي فإن هذا السوق يتفرع إلى فرعين :
الأول : يختص بإصدار الأوراق المالية
الثاني : يختص بتداول الأوراق المالية
ومناط التمييز : هل التعامل تم على ورقة سبق إصدارها ؟ " سوق التداول " أم أنه تعامل يرد على صك يصدر لأول مرة ؟ " سوق الاصدار "
وبناء على ما سبق ينقسم سوق الأوراق المالية إلى قسمين وفقا لنوعية الورقة المالية بمعنى ما كانت مصدره لأول مرة ( جديدة ) أو ورقة مالية سبق إصدارها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق