ينظر إلى النشاط التدريبي في المنظمات الرائدة على أنه نشاط مؤثر بشكل كبير في نجاحها ومحدد لمدى استمرارها في الريادة ، ومن ثم يجب الاهتمام به والربط بينه وبين استراتيجيات وخطط وأهداف المنظمة . ومن المعروف أن رسالة المنظمة وغاياتها تسهم في بناء الأهداف الرئيسية التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها ، ويجب أن تحدد هذه الأهداف في صورة أرقام ، ومستويات وأنماط معينة ، ويعمل التدريب على المساهمة في تحقيق تلك الأهداف .
ويعرف البعض التدريب بأنه : " العملية المنظمة التي يتم من خلالها تغيير السلوكيات والمعارف والدافعية للموظفين من أجل تحسين عملية التوافق بين خصائص وقدرات الموظف وبين متطلبات الوظيفة " .
متطلبات الوظيفة يجب أن تتوازن مع قدرات ومهارات الموظف التي تتطلب دعما مستمرا من خلال التوجيه والإرشاد وتنمية تلك القدرات وصقل هذه المهارات من خلال التدريب .
وبناء على ذلك نجد أن التدريب يساعد العاملين للقيام بواجبات وظائفهم ، ويمدهم بالجديد الذي يطور حياتهم الوظيفية ، ويسهم في رسم مسارهم المهني ، وتركز التنمية على تناول الفكر الحديث ، وتنمي من استعداد الفرد لتقبل المسئوليات المستقبلية مع اهتمام وتركيز أقل بواجبات الوظيفة . إذا فالتدريب يركز على الحاضر والمستقبل القريب في حين تركز التنمية على المستقبل .
كما يعرف البعض التدريب بأنه : " الجهود المخططة التي يتم تصميمها بواسطة المنظمة لتيسير عملية تعلم المعارف والمهارات والاتجاهات المتعلقة بالوظائف التي يمارسها العاملون ، بهدف تنمية وتطوير الأداء على المستويات الفردية والجماعية والتنظيمية " من هذا التعريف يمكننا تحديد العناصر الثلاثة الرئيسية التالية :
التدريب جهود مخططة من قبل المنظمة وبالتالي فهو يحتاج إلى عمليات تحليل وتشغيل ومراعاة مختلف البدائل واتخاذ القرارات وغيرها من العمليات التخطيطية المعروفة .
التدريب يشتمل على عمليات تعلم المعارف والمهارات المتعلقة بوظائف معينة ويجب أن تحدد بوضوح تلك المعارف والمهارات المرتبطة بصورة مباشرة بالوظيفة التي تم التدريب من أجل تنميتها حتى لا يصبح التدريب مجرد نشاط شكلي لا يتحقق أهدافه .
التدريب يهدف إلى تنمية أداء العاملين وتحقيق أهداف المنظمة ، ولذا يجب أن تكون أهداف المنظمة وغاياتها محددة ومعروفة ، ومن ثم يتم تحديد نوع الأداء المطلوب لتحقيق تلك الغايات والأهداف ، ثم يتم تحديد نمط النشاط التدريبي الذي يمكن من تحقيق الأداء المنشود .
ويعرف Cascio التدريب بأنه : النشاط الذي يهتم بإدارة البرامج التدريبية وتصميمها بهدف تنمية الأداء الفردي والجماعي ، ورفع مستوى كفاءة الأداء التنظيمي وتتطلب عملية تحسين الأداء إجراء تغيرات محددة في المعارف ، والمهارات والاتجاهات والسلوك الاجتماعي داخل المنظمات .
وهكذا يمكننا القول أن النشاط التدريبي :
نشاط مخطط : يحتاج إلى عمليات تحليل وتشغيل ، ووضع مجموعة من السياسات والقواعد والإجراءات والبرامج الزمنية ، ثم الميزانية التي تترجم ما سبق إلى أرقام محددة .
نشاط منظم : يتطلب إقامة مجموعة واضحة من العلاقات والتنسيق فيما بين المجهودات المبذولة حتى يحقق أهدافه .
نشاط هادف : لزيادة المعارف وتغيير السلوك والتصرف ، ودعم الدافعية وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو العمل والمنظمة .
نشاط مستمر : يعمل على تهيئة العاملين الجدد وأيضا العاملين القدامى ، وهو مطلوب لتنمية قدرات ومهارات العاملين وكذلك تنمية لقاءات القادة الإداريين ومديري الإدارات العليا ، وهو لا ينقطع طيلة الحياة الوظيفية للعاملين .
نشاط شامل متكامل : يغطي التدريب كافة أوجه النشاط بالمنظمة سواء الإدارية أو الفنية وكذلك في المجالات التسويقية أو المالية أو الإنتاجية أو لتنمية مهارات الموارد البشرية ... وغيرها .
نشاط يستوعب التقدم التكنولوجي : يهتم التدريب بمسايرة الفكر الحديث والتقنية المتقدمة حتى يتمكن من تحقيق غاياته ، ويتطلب ذلك قدرا كبيرا من الاتجاهات الابتكارية والسلوك الإبداعي لدى العاملين في هذا الحقل التنموي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق