خصائص الموارد الاقتصادية

تتميز الموارد الاقتصادية بخصائص عديدة منها :

* الندرة النسبية : في البداية يلزمنا تحديد ما نقصده بالندرة النسبية للموارد حيث لا يفهم من هذا المصطلح الموارد قليلة بشكل مطلق ، ولكن المقصود أنها لا تكفي لإشباع كل الحاجات التي تصلح لإشباعها ، أي ندرة الموارد المتاحة والتي تكون محدودة بالنسبة للحجم المراد منها لإشباع الحاجات والتي توصف بالتعدد والتجدد ومن ثم لا يمكنها إشباع وسد الحاجات الإنسانية بسهولة أو في آن واحد ، وهذا ما يجعل المورد الاقتصادي مرتبطا دائما بقيمة معينة وثمن محدد . فعلى سبيل المثال أنه برغم اتساع مساحة الأراضي الزراعية في مصر إلا أنها توصف الندرة النسبية وذلك لآن مجموع ما تنتجه لا يكفي لإشباع كل الحاجات التي يمكن أن تساهم منتجات الأرض في إشباعها . ومن ثم فإن الأشياء التي لها منفعة ولكنها موجودة بكميات وفيرة بحيث يمكن الحصول عليها مجانا لا تعتبر موارد اقتصادية .

ومشكلة الندرة النسبية تدفع الإنسان إلى اتخاذ قرار حول كيفية توزيع هذه الموارد الاقتصادية والنادرة نسبيا بين الاستعمالات المختلفة فينشأ بذلك مشكلة الاختيار وتحديد الأولويات . وجوهر عملية الاختيار هو تضحية الإنسان ببعض حاجاته التي يصعب إشباعها نتيجة هذه الندرة ، أو بمعنى آخر التضحية بشيء من أجل الحصول على شيء آخر . فلا بد على الإنسان أن يفاضل بين حاجاته من أجل استخدام الموارد بأعلى قدر ممكن من الكفاءة الإنتاجية وبما بعود على أفراد المجتمع بتحقيق أقصى إشباع ممكن لهم من هذه الموارد من خلال التخصيص الأمثل لها .

* إمكانية استخدام المورد الاقتصادي في استخدامات بديلة : بمعنى عدم تخصص الموارد في استخدامات معينة ، فالموارد الطبيعية ليست نوعية حيث أن الموارد المتاحة قابلة للاستخدام في أغراض متعددة ، فقطعة الأرض من الممكن تخصيصها في الزراعة أو البناء كالطريق .. من هنا تنشأ مرة أخرى مشكلة الاختيار وتحديد الأولويات ؛ لأن استخدام مورد معين في استخدام معين لابد وأن يكون على حساب الاستخدامات الأخرى لهذا المورد ولذا فلا بد للمجتمع من اتخاذ القرارات التي تتصل بتوزيع الموارد الاقتصادية النادرة بين الاستخدامات المختلفة .

وينبغي ملاحظة أنه كلما زاد تخصص المورد ضاقت مجالات استعماله والعكس صحيح . فالعمال غير المتخصصين مثلا أمامهم فرص العمل البديلة واسعة النطاق على عكس العامل المتخصص الذي يستخدم في مجال بعينه وتكون مجالات العمل البديلة محدودة النطاق أمامه .