فالموارد الاقتصادية المتاحة للمجتمع طبقا لمعيار الأصل تكون إما
أ- موارد طبيعية وهي كل الهبات الطبيعية التي منحها الله للإنسان في الطبيعة التي يحيا فيها ( سطح الأرض وما عليها وما حولها وما في داخلها ) وليس للإنسان دخل مباشر في إيجادها ، وهي مثل المخزون الطبيعي من المعادن ومدى توفر المصايد والغابات وكذلك المناخ والتضاريس والمساقط المائية والموقع الجغرافي ؛ كلها أشياء لها تأثير على الثروة القومية دون أن يتدخل الإنسان بطريق مباشر في إيجادها ، فهي موارد ممثلة على سطح الأرض قبل ظهور الإنسان .
وهي موارد يصعب
تحديد القيمة الاقتصادية لكل منها وذلك لاختلاف قيمة المورد الطبيعي الواحد من
مكان لآخر بحسب ظروف كل مكان . فعلى سبيل المثال فإن المياه كمورد من الموارد
الطبيعية تختلف أهميتها الاقتصادية إذا ما عثر عليها في منطقة صحراوية قاحلة
بمثيلتها إذا ما عثر عليها في منطقة استوائية غزيرة الأمطار . كما قد تستغل المياه
كمورد طبيعي في الزراعة بالمناطق السهلية ، ولكن قد يصعب استغلالها في الزراعة على
سفوح المناطق الجبلية شديدة الانحدار .
ونجد أن بعض
الموارد الطبيعية تعد موارد متجددة حيث يمكن أن يستمر الإنسان في الحفاظ عليها
وعدم إجهادها ، ومثال ذلك التربة الزراعية إذا أمكن الحفاظ على خصائصها فإنها تظل
مستمرة في العطاء ، أما إذا أسيء استغلالها فقد يترتب على ذلك انخفاض إنتاجيتها
وضعف معدلات عطائها .
ب- الموارد
البشرية ( رأس المال البشري ) :
وهم سكان الأرض ،
وهم ثروة لا تقل أهمية عن الثروات الطبيعية ؛ فلولا الإنسان بما تحولت موارد
البيئة الطبيعية إلى موارد اقتصادية . فالإنسان يعمد إلى إحداث تغيرات هامة في
التركيب الوظيفي للكنوز والمكنونات الطبيعية عن طريق التفاعل بينه وبين المعطيات
التي تقدمها البيئة الطبيعية له ، فصحيح أن البيئة تقدم للإنسان كل الإمكانيات
التي تتمثل في صخورها ومعادنها وأنهارها والغلاف الجوي المحيط بها ، ومظاهرها
الحيوية من نبات طبيعي وحيوانات برية إلا أن هذه المعطيات التي تقدمها البيئة
الطبيعية تصبح بلا جدوى إن لم يقم الإنسان باستغلالها وتحويلها من حالة السكون إلى
حالة الحركة ، أو بمعنى آخر من مصدر للثروة إلى ثروة حقيقية . فالمصادر متوفرة في
الطبيعة ولكن لا قيمة لبعضها بالنسبة للرجل البدائي الذي لا يدرك وجودها أو لا يعرف
طريقة استغلالها أو أنها ليست ذات أهمية بالنسبة له في حياته البسيطة ، ولكن
بالنسبة للإنسان المتقدم علميا وتكنولوجيا والذي تزايدت أعداده وتنوعت حاجاته أصبح
يملك موردا أكثر بعد أن بدأ في استغلال المصادر التي لم تكن مستغلة من قبل .
وعلى ذلك تتميز
الموارد بأنها متحركة ومتغيرة باستمرار ، ويرجع الفضل في ذلك إلى تغيير معرفة
الإنسان وأهدافه وإتباعه للوسائل التي تحقق هذه الأهداف ، ولذلك تعتبر المعرفة
أعظم الموارد البشرية ؛ فبدونها لا يمكن أن تتم عمليات الكشف العلمي لموارد جديدة
، والوصول إلى طرق وأساليب إنتاج حديثة تنجح في استغلال الموارد القديمة التي كلن
الإنسان يعجز عن استغلالها من قبل . وهذا التقدم العلمي هو الذي يعطي الأمل في
مواجهة نضوب بعض الموارد كالفحم أو البترول وذلك بكشف مصادر جديدة للطاقة
كالكهرباء والطاقة الشمسية أو النووية والتي شغلت الكثيرين في السنوات الأخيرة مثل
ما حدث لمواجهة النقص في المطاط الطبيعي بأن تم إنتاج المطاط الصناعي .
وتختلف الموارد
البشرية في حجمها ونوعيتها ، ولذا تتناول دراسة الموارد البشرية جانبين :
· الجانب الكمي : أي دراسة
السكان من حيث أعدادهم ومعدلات تزايدهم والمشاكل الاقتصادية التي تترتب على ذلك
مثل مشكلة الغذاء والإسكان والمواصلات .
·
الجانب النوعي أي دراسة العوامل التي تؤثر في نوعية
العنصر البشري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق