إن المشكلة السكانية لا تقتصر فقط على التضخم السكاني وإنما تضم أيضا ما يسمى بالخفة السكانية ، وهو نقص عدد السكان في الدولة بحيث لا تستطيع هذه الدولة استغلال مواردها الطبيعية بأقصى كفاءة ممكنة وذلك لنقص الأيدي العاملة بها . ولكن هذه المشكلة من الممكن علاجها بأساليب وطرق إيجابية كفتح أبواب الهجرة من الدول المكتظة بالسكان إليها ، أو من خلال تشجيع النسل ، والحث على الزواج المبكر . كما أن هذه المشكلة لا تؤدي إلى انخفاض متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي وما يستتبعه ذلك من انخفاض مستوى رفاهية أفراد المجتمع . أما إذا نظرنا إلى مشكلة التضخم السكاني نجدها مشكلة خطيرة فهي من ناحية قد تؤثر بشكل واضح وملموس على مستوى الرفاهية للأفراد ، وكذا على المستوى الصحي لهم ، كما تؤثر بانخفاض متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي في الدول المتخلفة ، هذا إلى جانب أنها مشكلة تعاني منها معظم الدول النامية بل وتعد من أهم العوامل المفسرة لتدنى قدرات هذه الدول على تنمية اقتصادياتها القومية . ولهذا سوف نركز في دراستنا لهذا الجزء على مشكلة التضخم السكاني وأسبابه وسبل تحجيمه .
أولا : أسباب المشكلة :
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وسكان البلاد المتخلفة يتزايدون بأعداد كبيرة للغاية ويرجع هذا إلى انخفاض معدلات الوفيات في هذه الدول بشكل مستمر مع بقاء معدلات المواليد عند مستويات تتسم بالارتفاع.
ومن الأسباب التي أدت إلى انخفاض معدلات الوفيات ما يلي :
· عوامل صحية :
وهي العوامل التي ساهمت في خفض معدلات الوفيات عن طريق ما قامت به من دور فعال في محاربة الأمراض والقضاء على آثارها ومن هذه العوامل :
1- توافر الدواء بأسعار منخفضة والذي يرجع إلى التقدم الهائل الذي حققته الدول المتقدمة في مجال الدواء وما استتبع ذلك من توسعها في إنتاج مختلف أنواع الدواء وإمكانية تسويقه بأسعار منخفضة وهو الأمر الذي مكن الدول المتخلفة من استيراده وتوفيره لشعوبها بأسعار معقولة .
2- الرقابة الصحية التي تفرضها دول العالم على مداخلها من الموانئ والمطارات ( الحجر الصحي ) مما ساعد في الحد من انتشار الأوبئة بين دول العالم .
3- تزايد الاهتمام بالرقابة على المواد الغذائية .
4- الاهتمام بإنشاء مكاتب للتطعيم ضد بعض الأمراض المعدية .
5- زيادة عدد المستشفيات وزيادة قدرتها الاستيعابية بصفة مستمرة .
6- زيادة عدد الأفراد العاملين في المجال الطبي من أطباء وممرضات .
7- زيادة الخدمات الصحية المقدمة لسكان الريف .
8- إقامة المزيد من مراكز رعاية الأمومة والطفولة .
9- الأخذ بنظام التأمين الصحي .
· عوامل غير صحية :
وهي العوامل التي خفضت معدلات الوفيات عن طريق القضاء على ظاهرة انتشار المجاعات .
ومن أسباب استمرار بقاء معدلات المواليد عند مستويات تتسم بالارتفاع ما يلي :
1- الزواج المبكر .
2- ضآلة عدد السيدات المشاركات في أوجه النشاط الاقتصادي .
3- انتشار الأمية .
4- العائلة الكبيرة .
5- خروج الطفل إلى العمل في سن مبكرة .
ثانيا : الآثار المترتبة على مشكلة التضخم السكاني :
1- ضعف مصادر التمويل الداخلي ( ضعف صور الادخار الوطني )
أن ارتفاع معدلات النمو السكاني يعد من أهم أسباب انخفاض مستويات الدخول الفردية الحقيقية في الدول المتخلفة ومن ثم ضعف مصادر التمويل الداخلي لعمليات التنمية . وتحليل ذلك أن انخفاض مستوى الدخول الفردية يؤثر بصورة مباشرة على كل من الادخار الاختياري ( القطاع العائلي قطاع الأعمال ) والادخار الإجباري ( ادخار الحكومة أو القروض العامة أو افتعال الحكومة للتضخم ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق