أولا
: في الماضي :
ليس التحكم في عدد
السكان مجرد فكرة عارضة أوجدتها ظروف التمدين في القرن العشرين ، وإنما هي فكرة
قديمة لجأ إليها الناس منذ أزمان بعيدة ليوائموا بين أعدادهم وموارد الثروة
الطبيعية التي تحيط بهم . فعلى سبيل المثال نجد أن المجتمعات البدائية لجأت إلى
إتباع العديد من الوسائل للحد من تكاثرها منها وأد البنات ، وقتل المسنين بحجة عدم
مشاركتهم في العملية الإنتاجية .
ولكن هذه
الممارسات انتهت بعد ظهور المسيحية والإسلام ، حيث حرم كل منهما هذه الأساليب
البربرية ، وعمد العباد منذ ذل الوقت على تحديد نسلهم بطرق يرتفع فيها الحث
الحضاري ومنها على سبيل المثال تأخير سن الزواج ، أو إتباع أساليب العزل .
ثانيا
في الحاضر أسلوب ضبط النمو السكاني :
مع بداية القرن
التاسع عشر سيطرت الصناعة والعلم على المجتمع مما يترتب عليه ظهور فلسفة تحريرية
جديدة منحت الفرد العادي كيانه المادي وأشعرته بوجوب الارتفاع بهذا الكيان إلى
أقصى حد . وكان لزاما وقد احتلت المادة جزءا كبيرا من تفكير الناس أن يتجه هؤلاء
الأفراد إلى كل ما من شأنه رفع مستواهم المادي لذلك أقبلت الغالبية العظمى من سكان
المجتمع الأوروبي على تحديد نسلهم .
ثالثا
نظرة سريعة حول المشكلة السكانية في مصر :
ظهرت مشكلة
الانفجار السكاني في مصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية كنتيجة مباشرة للانخفاض
السريع والملحوظ في معدلات الوفيات التي ترتبت على التقدم الطبي وتحسين الأحوال
الصحية واستخدام المضادات الحيوية والتحكم في كثير من الأمراض المعدية والأوبئة
دون أن يصاحب ذلك انخفاض مماثل في معدلات المواليد والتي ظلت على مستواها المرتفع
، وكانت النتيجة التلقائية لمثل هذا الوضع هي ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية
السكانية عاما بعد عام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق