free counters

طبيعة المشكلة البيئية في الدول المتخلفة

| |


وإذا نظرنا إلى الدول المتخلفة يمكننا توصيف طبيعة المشكلة البيئية فيها على عكس طبيعة المشكلة في الدول المتقدمة فهي توصف بأنها مشكلة تلوث بيئي ناتج عن الفقر . فالمشكلة في الدول النامية أكثر تعقيدا وتشابكا وذلك لأن المشاكل البيئية في هذه البلدان ترتبط من جانب بالفقر والتخلف كما ترتبط من جانب آخر بالنهج الذي تتبعه لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية بها .

1- فمن الجانب الأول نجد أن معظم هذه الدول تعاني من تردي أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية حيث تفتقر إلى المستويات الملائمة من الصحة والعلاج والإسكان والتعليم ، فنجد أن حوالي 1,32% من سكان الدول النامية يعانون من سوء التغذية نتيجة الفقر . هذا بالإضافة إلى معاناة هذه الدول من قلة توافر بعض مقومات الحياة الأساسية من مياه صحية لازمة للشرب . ففي آسيا على سبيل المثال يقدر أن متوسط نصيب الفرد من المياه أقل من 50% من المعدل العالمي ويزداد الأمر خطورة في الدول الأفريقية جنوب الصحراء حيث يعاني أكثر من 50% من سكان الريف والحضر من عدم وجود المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي .
وبناء على ذلك نجد أن الاهتمام الأكبر لهذه الدول ينصرف إلى محاولة استخدم الموارد المحدودة والمتاحة في إشباع الحاجات الأساسية ، ومن تتراجع الاهتمامات البيئية لتحتل مساحة ضئيلة من جملة اهتماماتها الكلية .
كما نجد أن هذا الوضع قد ينجم عنه سلوك مضر بالبيئة كتجريف التربة الزراعية وإفقادها خصوبتها ، واقتلاع الأشجار والغابات ، مع عدم الاكتراث بالنفايات والمخلفات .
وعلى الجانب الآخر نجد الدول النامية اتبعت نمطا تصنيعيا دون أن يصاحبه وعي بيئي من أجل تضييق الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة في مجال النمو الاقتصادي ، فنجدها قد اعتمدت على تكنولوجيا وأساليب إنتاج كثيفة التلوث كالبتروكيماويات والصناعات التعدينية غير الفلزية ، والأسمدة ، والأسمنت .. وكلها صناعات إلى جانب أنها كثيفة رأس المال إلا أنها كثيفة أيضا في استخدامها للطاقة والمواد الأولية لدرجة أن دور الدول النامية في التلوث البيئي قد ازداد بمعدل أكبر ربما من الدول التقدمة وذلك لإسقاطها الاعتبارات البيئية من دالة إنتاجها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©