free counters

التحليل وأهمية التوقيت لأسواق رأس المال

| |

تتضح هذه النقطة الأخيرة أكثر إذا انقسمت عملية صنع القرار إلى مرحلتي منفصلتين : التحليل والتوقيت . ويعتبر التوقيت عنصرا حاسم في أسواق العقود المستقبلية ، وذلك لأنه عامل ذو فعالية كبيرة في هذه الأسواق . فمن الممكن جدا أن تكون في الاتجاه العام الصحيح للسوق وتستمر في خسارة أموالك ، وذلك لانخفاض متطلبات الهامش في تداول العقود المستقبلية ( عادة ما يكون أقل من 10% ) ، ولأن تحرك السعر البسيط نسبيا في الاتجاه الخاطئ قد يجبر التاجر على الخروج من السوق بخسارة أغلب هذا الهامش . وفي أسواق تداول الأسهم ، يستطيع التاجر على النقيض من ذلك الاستمرار في التمسك بالسهم إذا وجد نفسه يسير في الطريق الخاطئ في السوق على أمل عودة السهم إلى نفس النقطة .
ولا يتمتع تجار العقود المستقبلية بهذه الرفاهية ، حيث لا يمكن تطبيق إستراتيجية " الشراء والاحتفاظ بالعقد " في سوق العقود المستقبلية . وبالرغم من إمكانية استخدام كلا من التحليل الفني والتحليل الأساسي في لمرحلة الأولى . والتي تتمثل في عملية التنبؤ ، إلا أن عملية التوقيت أو تحديد نقاط الدخول والخروج ، غالبا ما تكون متعلقة بالتحليل الفني . وبناء على ذلك ، إذا أخذنا الخطوات التي يجب أن يتخذها التاجر قبل الدخول في صفقة ما ، سنلاحظ أنه لا يمكن الاستغناء عن التطبيق الصحيح لمبادئ التحليل الفني في هذه المرحلة من العملية وحتى إن تم تطبيق التحليل الأساسي في مراحل متقدمة من اتخاذ القرار . كما تكمن أهمية التوقيت في اختيار السهم المناسب وفي اتخاذ قرار الشراء والبيع .
مرونة وتكييف التحليل الفني :
ويعتبر تكييف التحليل الفني مع أي وسط من أوساط التداول ، ومع أي توقيت وحتى إن كانت في التداول ضعيفا – من أعظم نقاط القوة التي يتميز بها التحليل الفني ، حيث لا يوجد أي منطقة من مناطق التداول لا يمكن تطبيق مبادئ التحليل الفني ليها في أيا من أسواق الأسهم أو أسواق العقود المستقبلية .
يمكن لخبير البورصة الذي يعتمد في تنبؤاته على الرسم البياني متابعة العديد من الأسواق بقدر ما يرغب في ذلك ، ولكن لا يمكن ذلك لمن يعتمد على التحليل الأساسي . وبسبب كمية البيانات الهائلة التي يتعامل معها من يعتمد على التحليل الأساسي ، يميل أغلب المحللين الأساسيين إلى التخصص في مجالهم . وهنا ، لا يجب علينا إغفال المميزات التي تأتي من هذا الأمر .
تمر الأسواق بفترات من النشاط وفترات أخرى من الركود ، كما تمر بمراحل تتخذ الأسعار فيها اتجاهات معينة أو مراحل لا يكون فيها اتجاهات محددة للأسعار . ويستطيع المحلل الفني أن يركز انتباهه على المصادر والتي تظهر قوة بعض الاتجاهات في هذه الأسواق مهما كانت الفترات التي تمر بها وأن يتجاهل البقية . ونتيجة لذلك ، يستطيع الخبير الذي يعتمد على الرسم البياني أن يحول تركيزه إلى الاستفادة من الطبيعة المتقلبة للأسواق . بينما تصبح بعض الأسواق في أوقات مختلفة " أسواق عنيفة الحركة " وتمر باتجاهات هامة .
وعادة ما تأتي هذه الفترات التي يكون فيها الاتجاه قوى بعد أن يكون السوق قد مر بمرحلة بدون أي اتجاه أو باتجاه ضعيف نسبيا . وقد يمر السوق بفترات أخرى تسيطر فيها مجموعة ما من المتداولين . ولذلك يكون للمحلل الفني حرية الاختيار ، ويتمتع بقدر من المرونة لا يتمتع بها المحلل الأساسي الذي ينتمي إلى مجموعة واحدة فقط . وحتى وإن تمكن المحلل الأساسي من تغيير المجموعة التي ينتمي إليها ، فإن الوقت الذي يمر به أثناء ذلك يكون أكثر صعوبة من الوقت الذي يستغرقه المحلل الفني للقيام بمثل هذا التغيير .
والميزة الأخرى التي يتمتع بها المحلل الفني هي " الصورة الواسعة الأفق " ، حيث يكون لديه خلفية ممتازة عن أداء الأسواق بشكل عام ، وذلك لقدرته على متابعة حركة جميع الأسواق ، ولا تكون لديه تلك "الرؤية الضيقة " التي تنتج عن متابعة حركة مجموعة واحدة من الأسواق . وبالإضافة إلى ذلك ، من الممكن أن تعطي حركة السعر في أحد الأسواق أو في مجموعة من الأسواق إشارات ذات قيمة للاتجاه المستقبلي الذي من المتوقع أن يتخذ سوق آخر أو مجموعة أخرى من الأسواق ويرجه سبب ذلك إلى أن العديد من الأسواق ترتبط بروابط اقتصادية تعكس العوامل الاقتصادية ذاتها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©