تعرض المدخر
والمستثمر المصري لعدة صدمات أفقدته الثقة في سوق المال ، تمثلت الصدمة الأولى
للرأسمالية الوطنية في القوانين الخاصة بتأميم كثير من الشركات المساهمة الخاصة
وتحويلها إل القطاع العام ، في بداية الستينيات ، مما أصاب رؤوس الأموال المصرية
بالحذر وأدى إلى تهريب جزء منها للخارج ليخسرها الاقتصاد المصري ، ويستفيد منه
الاقتصاديات الأجنبية . أما بالنسبة لصغار المدخرين فقد كانوا فريسة لأسوأ عملية
نصب في التاريخ الاقتصادي المصري ، تمثلت في شركات توظيف الأموال التي لبست عباءة
الإسلام ، والإسلام منها براء ، حيث استولت على أموال صغار المدخرين ولم تضع لهم
الضمانات الكافية لحماية أموالهم . وكان من نتائج هذه الصدمات أن ضعفت ثقة
المدخرين والمستثمرين المصريين في الاستثمار الخاص في مصر ، ولم يكن هناك ملجأ
للأفراد إلا الإيداعات الادخارية في الجهاز المصرفي ، وخاصة البنوك التجارية
المضمونة من جانب البنك المركزي ( الذي يمثل الحكومة ) ، والذي يرتفع فيه العائد
بصورة أو بأخرى . بالإضافة لعدم الثقة فيما يمكن أن توفره أسواق المال من أوعية
مالية خاصة ، تجد أن هناك ما يشبه الأمية المالية فيما بين القطاع العريض من
المدخرين ( المستثمرون الاحتماليون في سوق الأوراق المالية ) . وللأسف فإن هذه
الأمية أو عدم الوعي بماهية الأوراق المالية سواء في صورة أسهم أو سندات ينتشر حتى
فيما بين المثقفين والجامعيين . إلا قبلة منهم علاوة على ما سبق ، مازال المجتمع
المصري يعاني من انخفاض في معدلات الدخول من جهة ، وانخفاض ما يخصص منها للادخار
والاستثمار من جهة أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق