يعتمد التحليل
الفني على اتجاه السوق ، وعلى تلك الاتجاهات التي تميل إلى الاستمرار . ومن الممكن
الاستدلال على صحة المقياس القائل بأن الأسعار تتحرك في اتجاهات من نتيجة قانون
" نيوتن " الأول للحركة والتي تتلخص في أن احتمالية استمرار الاتجاه في
حركته أكثر من احتمالية انعكاسه . وكطريقة أخرى لذكر هذه النتيجة ، يمكن القول بأن
الاتجاه سوف يستمر في حركته في نفس الاتجاه الذي يسير عليه إلى أن يتم الانعكاس .
وهذه هي أحد الأفكار الأخرى التي يطرحها التحليل الفني والتي قد تبدو غير مجدية في
ظاهرها ، إلا أنها تطرح طريقة تتبع الاتجاه والتي تعتمد بشكل كلي على تتبع القائم
حتى يظهر أي إشارة من إشارات الانعكاس .
التاريخ يعيد نفسه
:
لابد وأن يصاحب
معظم أشكال التحليل الفني ودراسة حركة السوق دراسة للسيكولوجية البشرية . فعلى
سبيل المثال ، تعكس النماذج المتشكلة في الرسم البياني – والتي تم التعرف عليها
وتصنيفها خلال مئات السنين الماضية – صور معينة تظهر في الرسوم البيانية للسعر .
وتكشف مثل هذه الصور سيكولوجية السوق تجاه الاتجاه التصاعدي أو الاتجاه التنازلي .
وبسبب الأداء الجيد لهذه النماذج في الماضي ، من المفترض أن يستمر أدائها بنفس
الجودة في المستقبل ؛ وذلك لأنها تعتمد على دراسة السيكولوجية البشرية التي لن
تتغير . وكطريقة أخرى لذكر المقياس الأخير من المقاييس التي يعتمد عليها التحليل
الفني – التاريخ يعيد نفسه – نقول بأن مفتاح فهم المستقبل يكمن في دراسة الماضي ،
أو نقول المستقبل ما هو إلا تكرار للماضي .
مقارنة بين التنبؤ
باستخدام التحليل الفني والتنبؤ باستخدام التحليل الأساسي :
في الوقت الذي
يركز فيه المحلل الفني على دراسة حركة السوق ، يركز المحلل الأساسي على قوى العرض
والطلب الاقتصادية التي تتسبب في ارتفاع السعر أو انخفاضه أو ثباته على نفس
المستوى . ويفحص التحليل الأساسي كل العوامل الواضحة التي تؤثر على السعر في السوق
؛ وذلك بهدف تحديد قيمته الحقيقية . وتتمثل هذه القيمة الحقيقية فيما تطلق عليه
التحاليل الأساسية القيمة الحقيقة التي تعتمد على قانون العرض والطلب . وإذا كانت
هذه القيمة الحقيقية واقعة دون السعر الحالي للسوق تكون قيمته عندئذ أعلى من قيمته
الحقيقية ولابد أن يكون البيع هو الوضع المسيطر عليه . وبالعكس إذا كان السوق دون
القيمة الحقيقة تكون قيمة السوق أدنى من قيمته الحقيقية ولابد أن يكون الشراء هو
المسيطر عليه .
وتحاول كلا من
طريقتي التحليل الفني والتحليل الأساسي – المخصصتين للتنبؤ بحالة السوق المستقبلية
– حل نفس المشكلة ، وهي تحديد اتجاه الأسعار الذي من المتوقع أن يتجه إليه السوق .
والاختلاف الوحيد هو أن كل طريقة منهما تحاول الاقتراب من حل هذه المشكلة من ناحية
مختلفة عن الأخرى حيث يدرس المحلل الأساسي سبب حركة السعر ، ويعتقد أن عليه معرفه
السبب دائما . بينما يدرس المحلل الفني من ناحية أخرى التأثير عليها ، ويعتقد أن
كل ما يحتاجه هو معرفة التأثير ، وأنه غير الضروري الإلمام بالأسباب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق