إن السوق الكفء هو
السوق الذي يحقق تخصيصا كفأ للموارد المتاحة بما يضمن توجيه تلك الموارد إلى
المجالات الأكثر ربحية . وفي هذا الصدد ، يلعب السوق الكفء دورين أحدهما مباشر
والآخر غير مباشر :
· الدور المباشر :
يقوم على حقيقة مؤداها أنه عندما يقوم المستثمرين بشراء أسهم منشأة ما ، فهم في
الحقيقة يشترون عوائد مستقبلية . هذا يعني أن المنشآت التي تتاح لها فرص استثمار
واعدة سوف تستطيع بسهولة إصدار المزيد من الأسهم وبيعها بسعر ملائم مما يعني زيادة
حصيلة الإصدار وانخفاض متوسط تكلفة الأموال .
· الدور غير المباشر :
يعد إقبال المستثمرين على التعامل في الأسهم التي تصدرها المنشأة بمثابة مؤشر أمان
للمقترضين ، مما يعني إمكانية حصول المنشأة على المزيد من الموارد المالية من خلال
إصدار سندات أو إبرام عقود اقتراض مع المؤسسات المالية وعادة ما يكون بسعر فائدة
معقول .
ولكي يتحقق
التخصيص الكفء للموارد المالية المتاحة ، ينبغي أن تتوافر فيه سمتان أساسيتان هما
: كفاءة التسعير وكفاءة التشغيل . وتعرف كفاءة التسعير أو الكفاءة الخارجية هي
سرعة وصول المعلومات الجديدة إلى جميع المتعاملين في السوق – دون فاصل زمني كبير –
وأن لا يتكبدوا في سبيلها تكاليف باهظة ، بما يجعل أسعار الأسهم مرآة تعكس كافة
المعلومات المتاحة . بذلك يصبح التعامل في السوق لعبة عادلة ، فالجميع لديهم نفس
الفرصة لتحقيق الأرباح ، إلا أنه يصعب على أحدهم تحقيق أرباح غير عادلة على حساب
الآخرين . أما كفاءة التشغيل أو الكفاءة الداخلية فتعني قدرة السوق على خلق توازن
بين العرض والطلب ، دون أن يتكبد المتعاملين فيه تكلفة عالية للسمسرة ودون أن يتاح
للجار والمتخصصين ( أي صناع السوق ) فرصة لتحقيق مدى أو هامش ربح فعال فيه . وكما
يبدو فإن كفاءة التسعير تعتمد إلى حد كبير على كفاءة التشغيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق