تبدأ هذه المرحلة من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى
عام 1973م
وقد شهدت هذه المرحلة البداية الحقيقية لتكوين النظام
الاقتصادي العالمي الجديد على الرغم من انقسان العالم في هذه الحقبة إلى نظامين
اقتصاديين مختلفين هما النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي حيث تعمقت خلالها
الفجوة بين دول العالم المتقدم والنامى وقد ارتكز هذا النظام الاقتصادي الجديد على
ثلاث دعائم رئيسية :
الدعامة الأولى : هي إنشاء نظام اقتصادي دولى يتم إدارته
من خلال صندوق النقد الدولى IMF الذي انسىء في عام 1944م وبدأ مزاولة نشاطه
عام 1947م وتتضمن مسئولياته : ضبط قواعد السلوك في كل ما يتعلق بأسعار الصرف
وموازين المدفوعات ومصادر تمويل أي عجز بهذه الموازين وتمويل المشروعات الدولية
الكبرى .
الدعامة الثانية : هي قيام نظام مالي دولي يتولى إدارة
البنك الدولى والذي بدأ مزاولة أعماله في عام 1946م ليكون مسئولا عن كل ما يتعلق
بإنتقال رؤوس الأموال سواء في صورة مساعدات أجنبية أو قروض خارجية أو استثمارات .
الدعامة الثالثة : تمثلت الدعامة الثالثة من ركائز هذا
النظام في تلك المرحلة في إنشاء نظام تجاري دولي تشرف على إدارته سكرتارية الجات
التي أنشئت عام 1947م من خلال إجراء مفاوضات متعددة الأطراف سميت بجولات الجات .
وقد تميزت هذه المرحلة بسيطرة الدول المتقدمة على مقدرات
الاقتصاد العالمي واستغلالها لثروات الدول النامية مما أدى إلى تفاقم أزمة التنمية
في الدول النامية وتزايد الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة فضلا عن استحواذ الدول
المتقدمة على النصيب الأكبر من حصص كل صندوق النقد الدولى والبنك الدولي كذلك
يلاحظ على الأوضاع الاقتصادية التي سادت العالم في تلك المرحلة غياب معظم دول
المعسكر الشرقي الاشتراكي عن عضوية المنظمات الاقتصادية الدولية التي كان يتشكل
منها النظام الاقتصادي العالمي آنذاك . ولا شك أن هذا الأمر كان ينطوى على خلل
شديد في ترتيب الأوضاع الاقتصادية الدولية في هذه المرحلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق