لم تكن
التطورات الاقتصادية التي حدثت في أوروبا خلال العصور الوسطى تتم في عزلة علن
العلاقات الدولية بين أوروربا ودول الشرق في أعقاب الحروب الصليبية واتخذت هذه
العلاقة بعدا أكثر عمقا بإتساع نطاق الكشوف الجغرافية منذ القرن الخامس عشر فقد
قامت السياسة الاستعمارية التي صاحبت تحلل الاقطاع كنظام اجتماعى وقيام وتطور
النظام الرأسمالى حيث استطاعت انجلترا بفضل قوتها البحرية أن تقهر أسبانيا ثم
هولندا ثم فرنسا وأن تؤسس مستعمرات هامة في الهند وأمريكا وبذلك سيطرت على أهم
الأسواق الدولية .
واقتنعت
بريطانيا بأن السيطرة الاقتصادية هي دعامة السلطان السياسي وأن الصناعة هي أداة
السيطرة الاقتصادية لذلك عملت على بناء صرحها الصناعى بما يحقق لها التفوق على
الدول المنافسة لها مثل فرنسا وأسبانيا وهولندا .
ووجدت
بريطانيا في المبادىء التي قام عليها المذهب التجاري ما يؤيدها فكريا من حيث فرض
الحماية الجمركية على اقتصادها النامى والتدخل الحكومي لدعم تطورها الصناعى وقد
تمكنت انجلترا منن خلق ثروتها الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر قبل غيرها من
دول أوروبا بمساعدة عدد من العوامل الموضوعية والذاتية وبذلك تدعم مركزها في
الاقتصاد الدولي بحيث تمكنت في أوائل القرن التاسع عشر من احتلال مركز القيادة
الاقتصادية في العالم وحينئذ أخذت تبحث عن فلسفة جديدة تؤيد انفتاحها على العالم
وقد وجدت هذا التأييد في مبدأ الحرية الاقتصادية والتخصص وتقسيم العمل .
وفي النصف
الأول من القرن العشرين أصيبت السوق الدولية بالتفكك بسبب عدد من الأحداث الهامة
والتي كان من أهمها : الحربان العالميتان والكساد الكبير وانقسام العالم إلى
نظامين اقتصاديين رئيسين أحهما رأسمالى والثاني اشتراكى ولكل منها فلسفته وقوانينه
ونظامه المالى والنقدي .
فقد أحدثت
الحرب العالمية الأولى آثارا بعيدة المدى على العلاقات الاقتصادية الدولية إذ فقدت
بريطانيا مركز القيادة الاقتصادية لتحتله الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك تعددت
مراكز التحكم في الاقتصاد الدولى بعد أن كان هناك مركز واحد للتحكم هو بريطانيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق