تعتبر فترة
العصور الوسطى في أوروبا بمثابة فترة حضانة نبتت خلالها بذور الثورة الصناعية وما
ترتب عليها من تطور حضارى في كثير من دول العالم
صحيح أن
العصور الوسطى في أوروبا كانت فترة ظلام فكرى وافلاس حضارى وتخلف اقتصادي إلا أنه
قد تباينت مسارات التاريخ في دول أوروبا عبر هذه الفترة وكذلك نظام الطوائف
الحرفية كما اتسمت فترة انتهائها بالجمود الاقتصادي وبقيام الحروب المدمرة بين
فرنسا وانجلترا ورغم ذلك كله نبتت بذور نهضة اقتصادية شاملة نشطة على أثر الكشوف
الجغرافية التي سبقت إليها البرتغال وأسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر الميلادى
وما ترتب عليها من فتح وسيطرة الدول الأوروبية ونهبها لموارد افريقيا وأسيا
وأمريكا ومن ثم تشكل بداية حقيقية لعصر جديد يتميز بنشأة فجوة حضارية بين هذه
الدول والدول الأخرى فقد كانت الثروات الضخمة التي جمعت من خلال النهب المباشر
وفرض الاتاوات والضرائب والتبادل غير المتكافىء بين دول مسيطرة وأخرى خاضعة
للسيطرة هي المصدر الأساسي لعمليات التراكم الرأسمالى التي تحققت لديها وشاركت في
تحطيم العلاقات الاقطاعية القائمة على أساس الاكتفاء الذاتى ونشأة علاقات جديدة
أساسها التبادل النقدى ودعامتها رأس المال لدعم التحول الرأسمالى في أوروبا
الغربية .
وقد ارتبط
خروج أوروبا من عصرها الوسيط بتحولها إلى الرأسمالية ولقد كان النظام الرأسمالى
وليد تطورات متتابعة عبر عدد من القرون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية والفكرية والثقافية والعلمية مع طبيعة التطور في أساليب الانتاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق