مع بداية القرن الثامن عشر كانت معظم الماكينات تدار
يدويا وكان الماء الذي يأتى من الأنهار ذات المساقط الطبيعية أو الصناعية هو
الطاقة الرئيسية لإدارة الآلات ولذا كانت المصانع الكبيرة والتي تحتاج إلى طاقة تختار
مواقعها بالقرب من مصادر المياه وحتى بعد عام 1750 كانت المراحل الأولى للانقلاب
الصناعي تعتمد على الماء فلم تكن هناك آلات بخارية كثيرة حيث أن الاختراعات
الجديدة كانت في بدايتها تستهلك الكثير من الوقود مما جعل استخدامها غير اقتصاديا ولذلك
استخدم الحصان ولكن كانت طاقة الجياد بطيئة وغير ملائمة كما أن الطاقة الناجمة عن
الرياح كان يعاب عليها انها لم تكن منتظمة ولذا لم تتناسب مع احتياجات المصانع على
الرغم من كثرة استخدامها في طحن الحبوب وفي صرف مياه الأراضي أما الطاقة المائية
فمزاياها متعددة .
وقد كانت هناك مصانع كبيرة قبل ظهور الطاقة البخارية في
كل من انجلترا وفرنسا فكانتا أكبر متنافسين في التجارة العالمية بل أن فرنسا كانت
تسبق انجلترا بكثير حتى عام 1750م باعتبارها بلد صناعى كما فاقتها تجاريا أيضا فالسوق
اللازمة لتصريف السلع الصناعية في فرنسا أكبر من انجلترا كما كانت فرنسا تمتلك رأس
مال كبير نتيجة اتساع تجارتها الخارجية فقد لوحظ أن تجارة فرنسا الخارجية بلغت
حوالى 40 مليون جنيه قبل الثورة الفرنسية مباشرة بينما لم تتعد تجارة انجلترا
الخارجية 32 مليون جنيه .
ورغم ذلك إلا أننا نجد تفوق انجلترا في الصناعة على
فرنسا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ويرجع تضاؤل مركز فرنسا الاقتصادي لعدة
عوامل منها :
·
طموحها العسكري : فقد افقدتها الحرب مستعمراتها في الهند
وأمريكا
·
اخضاعها الصناعة لإشراف الدولة
·
ارتفاع تكاليف الانتاج الصناعى بسبب زيادة وطأة الضرائب
·
لم يكن بفرنسا بنوكا لتسهيل عمليات الاستثمار الصناعي
والتجارى .
·
كان بفرنسا عدد كاف من الأيدي العاملة لمقابلة الزيادة
في الطلب على السلع الصناعية عن طريق الصناعات اليدوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق