حدث تغير كبير
طرأ على سياسة الدول الأوروبية نحو الصناعة فبدأت الدول تحد من سلطة النقابات
الطائفية فعلى سبيل المثال في فرنسا تم الغاء احتكار صناعة الزجاج واحتكار استخراج
الفحم وتركت الباب مفتوحا في الاشتغال بهذه الصناعات ، كما خفضت الضرائب على رؤوس
الأموال الموظفة في الصناعة . وكذلك فعلت انجلترا حيث عملت على اضعاف النقابات
الطائفية وتشجيع الاختراعات الصناعية بكل الوسائل منها ضمان حق الاختراع وتسجيل
الاختراعات
سياسة الحرية
الاقتصادية :
فقد تزايد نداء
الحرية الاقتصادية منذ القرن السابع عشر بسبب نمو المذهب الفردي في الفكر السياسي
ودعوة الاقتصاديين إلى الحد من تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وعندما انتصرت
الحرية بفضل مفكري المدرسة التقليدية في انجلترا والمدرسة الطبيعية في فرنسا في
القرن الثامن عشر انحسر دور الدولة حتى أصبح قاصرا على تحقيق الأمن والعدالة
والدفاع وتهيئة المناخ المناسب لنمو القطاع الخاص وبذلك أصبح الباب مفتوحا امام
رجال الأعمال لممارسة نشاطهم في الحدود التي يفرضها التفاعل بين قوى الطل والعرض
والسعي لتحقيق أعلى معدل ربحية .
دور المستثمرون
في نمو الثورة الصناعية ببريطانيا :
أدى المستثمرون
الأفراد دورًا حيويا في نمو الثورة الصناعية منذ البداية. وخلال القرن الثامن عشر
الميلادي، حقق الكثير من التجار الإنجليز ثروة من الحروب الأوروبية، ومن تجارة
الرقيق. وبدأ هؤلاء التجار وبعض الإنجليز الآخرين البحث عن فرص استثمارية بعد أن
علموا بالأرباح الكبيرة التي حققتها الصناعات. وبالتدريج تم إنشاء المصارف لتعمل
على تنظيم التدفق المتزايد من النقود. وفي عام 1750م، كان في لندن 20 مصرفًا.
وبحلول القرن التاسع عشر، ضمت المدينة 70 مصرفًا.
لم تستثمر معظم
المصارف بطريقة مباشرة في المصانع، كما لم تمد أصحاب المصانع بالقروض لشراء
الآلات، لكن بعضها، على كل حال، قدَّم قروضًا قصيرة الأجل للصناعيين لتغطية تكاليف
التشغيل. وقد مكنت مثل هذه القروض الصناعيين من استخدام أموالهم الخاصة لشراء
المعدات وتحسين مصانعهم وتوسيعها. ووفرت المصارف بشكل رئيسي التسليف للمزارعين
ولبائعي الجملة ولتجار التجزئة الذين كانوا يتقدمون بطلب الشراء من المصنِّعين بعد
ذلك. في الوقت الذي أصبحت فيه الآلات والمصانع أكثر غلاء، أصبح الأفراد الذين
يوفرون رأس المال مهيمنين بدرجة متزايدة. وفي وقت قصير، أصبح هؤلاء الرأسماليون
الصناعيون ضمن القوى الأكثر نفوذًا في المجال التجاري والسياسي البريطاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق