اعتمدالنشاط الزراعي في أوروبا خلال العصور الوسطى على النظام الاقطاعى
الذي تركز فيما يسمى بالضيعة أو الاقطاعية فقد كانت الضيعة هي أنسب وسيلة لتنظيم
معيشة الأوروبيين خلال هذه الفترة الطويلة من تاريخهم حيث :
1-
انحصر مصدر الثروة في هذه الفترة في العمل والأرض .
2-
أن الضيعة كانت هي المنشأة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي نظمت
العلاقة بين العمل والأرض لعرض الانتاج .
3-
قلت الأسواق التجارية التي تخدم التبادل الاقتصادى
4-
ضعف الحكومات المركزية وكثرة الحروب والغزوات الخارجية .
ولهذا فإن مرحلة العصور الوسطى لم تعرف من عناصر الثروة غير الأرض حيث يتم
تنظيم استغلالها وتوزيع الدخل الناتج عن هذا الاستغلال بين مختلف الطبقات .
وهكذا أصبحت الضيعة الوحدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للنظام
الاقطاعى في هذه العصور .
أولا : الضيعة كوحدة سياسية :
حيث يملكها سيدا أو مالكا أو نبيلا أو من رجال الكنيسة أو حتى الكنيسة
نفسها . هذا السيد يكون له حق الحصول على دخله من الضيعة كما كان عليه التزامات
نقدية وعينية سواء كانت سلعا أو خدمات للسيد الأعلى منه مرتبة ...
وللنبيل سلطات واسعة على الضيعة منها :
-
تطبيق العدالة : حيث تتبعه محاكم خاصة تفصل بين الأفراد .
-
له سلطة جمع الضرائب .
-
له سلطة تعبئة سكان الضيعة وقت الحروب .
ومن ثم كانت تعد الضيعة شكلا من أشكال الحكومات تعكس علاقة بين حاكم ( نبيل
) ومحكومين ( عبيد ) وللحاكم سلطات وعليه التزامات لمن هو أعلى منه مرتبة .
ثانيا : الضيعة كوحدة اجتماعية :
فهي تتكون من مجموعة من الأفراد يعيشون معا في قرية صغيرة مرتبطين معا
بمجموعة من القوانين والعادات الخاصة بهم ولهم كنيسة خاصة بهم ولهم أفراحهم
وأعيادهم الخاصة .
ثالثا: الضيعة كوحدة اقتصادية :
حيث أن اقتصادها مغلق يعتمد على مبدأ الاكتفاء الذاتى أي الانتاج من أجل
مواجهة استهلاك سكان الاقطاعية فقط لا من أجل التصدير وكانت الأراضي الزراعية كلها
تعامل على أساس أنها وحدة غير مجزأة وأن العملية الزراعية جماعية عن طريق التعاون
التام بين فلاحي الضيعة .
وفي ظل نظام الضيعة نشأت العبودية فأنقسم سكان الريف إلى الفلاح الحر
والفلاح العبد ( القن ) ففي أثناء القرن الخامس الميلادى – بعد سقوط روما وانهيار
الامبراطورية الرومانية – بدأ الفلاح الأوروبي يفقد حريته ويرتبط بالأرض وذلك لأن
هذه الفترة من تاريخ أوروبا تميزت بكثرة الغارات الخارجية وهجمات قبائل الشمال
ففضل الفلاح أن يفقد حريته في مقابل ضمان حياته وتأمين معيشته وفي المقابل فرض
الأسياد العبودية على الفلاحين الذين يسكنون في ضياعهم وذلك لعدة أسباب منها :
1- مواصلة الانتاج الزراعي
2- الحد من هروب الفلاحين
وكان لفلاحي الضيعة حقوقا منها :
1-
حق امتلاك بعض الأدوات والماشية والكوخ الذي يعيش فيه ولكن هذه الأملاك
كانت دائما عرضة للكثير من الضرائب التعسفية التي يفرضها السيد وكثيرا ما كان
يتحتم على العبد الحصول على موافقة السيد إذا رغب في التصرف في ممتلكاته إما
بالبيع أو الهبة أو التنازل .
2-
حق زراعة قطعة من الأرض من الأراضي المفتوحة وحقه في أراضي الرعي وأراضي
الغابات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق