لقد كان لسياسة التجاريين العديد من الجوانب الايجابية
والتي من أهمها أن ساهمت في تنمية الصناعة والتجارة وخلق البنوك الأوروبية وتوسيع
نشاطها المالى كما ساعدت على الانتقال من مرحلة الاقطاع إلى مرحلة الرأسمالية وذلك
حيث :
·
نجحت الرأسمالية التجارية في تغيير الفن الانتاجى
المستخدم في القطاع الزراعى وادخال فنون أكثر تقدما كما اتبعت الدورات الزراعية
واستخدمت الآلات الزراعية الحديثة حيث اهتم القطاع الزراعى في ظل تطبيق سياسة
التجاريين بالإنتاج من أجل السوق وليس لتغطية الاحتياجات الأساسية فقط . كل ذلك
أدى إلى تحقيق الاقتصاد في القطاع الزراعى .
·
تنشيط قطاع الصناعة حيث اتجه التجار الرأسماليين إلى
تمويل العمليات الإنتاجية من خلال إمدادهم للحرفين والصناع بالعدد والمواد اللازمة
ودفع أجورهم وتسويق انتاجهم ، هذا إلى جانب إقامة الورش والمصانع الصغيرة التي
تستخدم أدوات إنتاج متطورة لمواجهة الزيادة في الطلب الداخلى والخارجي .
ورغم هذه الايجابيات إلا أن الإسراف في تدخل الدولة في
النشاط الاقتصادي أدى بعد فترة من تطبيق سياسة التجاريين – إلى خمول التجارة وتخلف
القطاع الصناعى حيث أن نمو تجارة أوروبا الداخلية خلال القرن الثامن عشر أوجد طبقة
من الرأسماليين الذين اعتبروا تدخل الحكومة في شئونهم الاقتصادية معرقلا لمصالحهم
المادية فأخذوا يعملون على الحد من هذا التدخل بكافة الوسائل وقد أخذ هذا الاتجاه
يظهر بوضوح في إنجلترا نظرا لأخذها بوسائل الصناعة الحديثة قبل الدول الأوروبية
الأخرى ، والصناعة الحديثة تستلزم القضاء على جميع العراقيل التي تقف في وجه
التجارة الخارجية كما تعتمد الصناعة الحديثة في انتعاشها على فتح أسواق العالم
لمنتجاتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق