تستند دراسة
التطور الاقتصادي على أسس موضوعية وتستهدف فهم الماضى وتحديد القوى الأساسية التي
تشكل الحدث التارخي وبيان الاتجاهات العامة للتطور
يرى بعض
الاقتصاديين ( المدرسة التاريخية ) أن عملية التغيير والتطوير هامة لتحقيق النمو
حيث أن ملاحظة الوقائع التاريخية وتسجيلها يمكن من الوصول إلى بعض الوسائل التي
يمكن اعتبارها مفتاح التغلب على بعض المشاكل الاقتصاديةالتي تواجه الإنسان في
مسيرته نحو النمو وارتفاع مستوى معيشته .
ومن ثم كانت
المدرسة التاريخية جادة في التعرف على القوى التي تحدد النمو الاقصادي
أهداف التطور
الاقتصادي
1- يهدف إلى تمكين الباحث من التعامل مع الاقتصاد ككل
والظواهر الاقتصادية من جوانبها المختلفة ( اجتماعية – ثقافية – جغرافية – سياسية
) لمحاولة حل التعقيدات والمشاكل التي تحيط بالعملية الاقتصادية حيث أن كثيرا من
المشاكل الاقتصادية الحالية لها جذور تاريخية ومن ثم فإن دراستها تجعل من الممكن
تجنبها فدراسة التاريخ لا يمكن النظر إليها على أنها مرحلة منتهية فلا يمكننا
اغفال الماضى حيث أنه أساس للحاضر
على سبيل
المثال يمكن تجاهل ما حدث في السنوات الماضية من انخفاض أسعار البترول حيث أنه قد
ترتب عليه ضعف حصيلة البلاد من العملات الأجنبية مما أثر على خطط التنمية
الاقتصادية فيكثير من الدول .
2- يمكن الاقتصادي من أن يقدم الحلول للمشاكل الاقتصادية
المختلفة ليس فقط من خلال القوانين الاقتصادية والمعزولة عن أي اعتبارات خاصة
بالزمان أو المكان وإنما أيضا من خلال دراسة التاريخ الاقتصادي وتطوره فكما أن لكل
بيئة ظروفها الطبيعية والاجتماعية الخاصة بها فإن لها أيضا ظروفها الاقتصادية التي
تتطور عبر الزمن والتي لا يمكن اخضاعها لقانون عام يتجاهل الظروف المحيطة فالتاريخ
الانساني فيحد ذاته هو تاريخ لتطور الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي
تحكم الحياة الإنسانية عبر الفترات الزمنية المختلفة
على سبيل
المثال نجد أنه في أوروبا لعبت السياسة دورا أساسيا في التأثير على سلوك الإنسان
فنجد أن ندرة الأرض الزراعية فيها أدت إلى نوع من النزاع المسلح في محاولة للحصول
على مزيد من الأراضي الصالحة للزراعة .
تستمد دراسة
التاريخ الاقتصادي أهميتها من العلاقة الوطيدة بين التاريخ وكثير من العلوم
فللتاريخ علاقته :
بالأنشطة
الاقتصادية المختلفة كالتجارة والصناعة والزراعة وكذلك المؤسسات المالية المختلفة
فلقد تزايد الاتجاه إلى ادماج التطور الاقتصادي ضمن الدراسات الخاصة بعلم الاقتصاد
نتيجة تطور أساليب جديدة في التحليل الاقتصادي والتي منها على سبيل المثال : (
النماذج الاقتصادية – التقدم الاحصائي – الأساليب الرياضية المتقدمة – الاستفادة
من الحاسبات الآلية ) هذا بالإضافة إلى ظهور نظرية التحليل الاقتصادي الكلى على يد
الاقتصادي ( كينز )
كما يتصل أيضا
بعلم الاحصاء حيث تظهر أهمية ذلك في عملية تجميع وتبويب وتصنيف البيانات
أيضا نجد أن
البيئة والظروف المحيطة خاصة الموارد المتاحة لها أثرها على السلوك الإنساني وإنتاجيته
ومن ثم تنشأ العلاقة الوثيقة بين التاريخ الاقتصادي وعلم الجغرافيا الاقتصادية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق