لا يخفى على أحد أن الثورة الصناعية قد ولدت آثارا
متعددة على المستويين المحلى والدولى وقد تباينت الآثار المحلية فيما بين دول
أوروبا نتيجة لتباين مستوياتها الاقتصادية واختلاف الظروف الاجتماعية والسياسية
والفكرية ولكن ما يهمنا هنا ابراز أهم النتائج العامة لتلك الثورة بالنسبة لأوروبا
والعالم والتي منها :
1-
نشأت الحاجة إلى مزيد من المعرفة الفنية وبدأت تظهر فئة
جديدة محترفة هي فئة المهندسين الذين تزايدت أهميتهم مع ازدياد الاعتماد على التقدم
التكنولوجي ولعل من ؟أبرز الانتصارات التكنولوجية خلال مراحل الثورة الصناعية
زيادة استخدام الآلات .
2-
زيادة الاتصال والارتباط بين أجزاء العالم نتيجة تحسين
وسائل المواصلات ونمو سرعتها مما أدى إلى تضاؤل المسافات بين الشعوب كما أدت أجهزة
الاعلام ووسائله إلى تنمية الارتباط الفكرى بين الدول وتزايد إحساس الشعوب بأبعاد
القضايا الدولية .
وهكذا يمكننا القول أن الثورة الصناعية تعتبر الأساس
الأصيل لترابط أجزاء العالم اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وسياسيا وحضاريا .
3-
اتساع نطاق التجارة العالمية حيث أدت الثورة الصناعية
إلى ظهور نظام الانتاج الكبير وما تبعه من تخصص وتقسيم العمل الدولى وضرورة تصريف
فائض الانتاج من خلال التجارة الدولية ومن ثم نادت المدرسة الكلاسيكية بضرورة
اللجوء إلى التجارة الدولية الحرة والتي تؤدي إلى زيادة الرفاهية والدخل ومن ثم
اتساع نطاق التجارة الدولية ومع اتساع نطاق التجارة الدولية عظمت أهمية المؤسسات
والمصارف المالية التي توفر الأموال للمشروعات الصناعية وكذلك التي تقوم على تمويل
عمليات التجارة الدولية وتسوية المدفوعات الدولية
4-
كما اسهمت الثورة الصناعية في زيادة الاقتصاد الزراعي
لدول أوروبا فعلى سبيل المثال في انجلترا : اسهمت الثورة الصناعية في تزويد
الزراعة بوسائل إنتاج أكثر فعالية وسلع استهلاك رخيصة الثمن، ممّا حفّز تسريع
تطوّر الزراعة التي جعلت البلدان الأوربية وخاصة انجلترا الأكثر تصنيعاً والأكثر
تقدّماً في مجال الزراعة، أيضاً، وعلى الصعيد العالمي. يعد التقدّم الزراعي الذي
حصل في انجلترا، في القرن الثامن عشر، أحد المظاهر البارزة لنتائج قيام الثورة
الصناعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق