تتمثل أهم ملامح ظاهرة العولمة الاقتصادية من حيث عوامل
انتشارها إلى العناصر الآتية :
1- الثورة التكنولوجية في المعلومات والاتصالات :
لقد شهدت المعلومات تطورا سريعا ومهما خلال العقود
الثلاثة الأخيرة الأمر الذي دعا دول العالم إلى إعادة تسمية هذه الحقبة بثورة
المعلومات فبعد الثورة الزراعية والثورة الصناعية والطاقة ستفرض هذه الثورة نفسها
كمحرك جديد للتنمية الاقتصادية حيث يرى البعض أن ثورة المعلومات تغير الاقتصاد
الحالى بنفس الطريقة التي قلبت بها الثورة الصناعية الاقتصاد المرتكز على الزراعة
في القرن الثامن عشر .
وترجع أهمية هذه الثورة العلمية الهائلة إلى :
أولا : تحويل العالم إلى قرية كونية صغيرة فإذا كانت السكك
الحديدية في القرن الماضى قد سيطرت فيها البشرية على المسافات فإن الجغرافيا
الجديدة للتجارة الالكترونية ألغت المسافات فلم يعد هناك سوى اقتصاد واحد وسوق
واحدة ولم تعد المنافسة محليا بل أصبحت لا تعرف الحدود .
ثانيا : تغير أنماط الإنتاج بحيث احتلت المعرفة التكنولوجية والمعلومات
الأهمية النسبية الأولى فأصبحت تسبق باقي عوامل الإنتاج الأخرى ففي إطار اقتصادي
يشهد تحولا متواصلا وسريعا تصبح المعرفة هي المورد الأساسي بل ستصبح سريعا أفضل
موارد العالم لجمع الثروات لتحل بذلك مكان العمل والأرض ورأس المال .
كما ظهرت أنماط جديدة لتقسيم العمل الدولى حتى أصبح من
الشائع توزيع إنتاج الأجزاء المختلفة من سلعة واحدة على العديد من الوحدات
الإنتاجية في دول مختلفة وفقا لمعيار الكفاءة الاقتصادية .
ثالثا : أدت الثورة في عالم الاتصالات والمواصلات إلى ثورة
مماثلة في استراتيجيات التسويق لتتواكب مع متطلبات التنافس الشديد في الأسواق
العالمية وكان من أهم هذه الاستراتيجيات اللجوء إلى الاندماج الاقتصادي وتكوين
التكتلات وكذلك تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات والتي تعلب دوراغ محوريا في هذه
المرحلة .
رابعا : أسهمت الثورة التكنولوجية في مجال المعلومات والاتصالات
إلى تعظيم حجم التجارة الدولية وتدفقات رؤوس الأموال والاستثمارات وظهور أنماط
جديدة للتبادل التجارى مثل التجارة الالكترونية عبر الانترنت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق