في الواقع فإن النهضة الصناعية لم تقم جديا في ألمانيا
إلا بعد عام1871م حيث تم توحيد دويلاتها في إمبراطورية واحدة مما أدى إلى هدم
الحواجز الجمركية بين الولايات وتنشيط التجارة الداخلية .
فصحيح أن الفترة السابقة لعام 1871م شهدت بعض المحاولات
للنهوض بالصناعة حيث قامت ألمانيا بإستيراد الآلات الجديدة من انجلترا كما عملت في
استقدام العمال البريطانيين لتعليم العمال الألمان فنون الصناعة ولكن ذلك كله لم
يكن كافيا لقيام الثورة الصناعية .
أما التقدم الصناعي السريع الذي حدث في ألمانيا وبهر الأنظار
واعتبره المؤرخون من أهم مظاهر تايخ أوروبا الحديث فقد كان يرجع إلى عدة عوامل
منها :
1- توحيد دويلات ألمانيا في امبراطورية واحدة سمح للبلاد
أن ترسم سياسة اقتصادية موحدة تهدف إلى تشجيع الصناعة والنهوض بها هذا إلى جانب ما
قامت به الحكومة المركزية من اجراءات هامة لتنشيط الصناعة ونموها ومنها :
·
تقديم الحكومة إعانات ضخمة للصناعات الناشئة
·
اتباع سياسة جمركية تهدف إلى حماية المنتجات الألمانية
·
إنشاء اسطول تجارى
·
العمل على أن تكون المنتجات الألمانية الصناعية متوافقة
مع أذواق وحاجات المستهلك وذلك من خلال دراسة السوق
·
قيام ألمانيا باستيراد الآلات الجديدة من انجلترا مع
الخبراء والفنيين لتدريب الألمان على النظم الانتاجية الجديدة .
2- اتساع السوق الداخلية بسبب :
·
التزايد الكبير في عدد السكان والذي زاد في الفترة من
1871م إلى 1910 م حتى وصل إلى ما يقرب من 64 مليون نسمة مما أدى إلى زيادة الطلب
على المنتجات الألمانية هذا بالإضافة إلى تزايد مقدرتهم الشرائية نتيجة ارتفاع
مستوى معيشتهم .
·
مد السكك الحديدية
·
عناية الحكومة بتحسين شبكة المواصلات وتخفيض نفقاتها .
3- بدأت ألمانيا لأول مرة تظهر كدولة مستعمرة
شأنها شأن انجلترا وفرنسا فبدأت تبحث عن الأقاليم الغنية في أفريقيا وآسيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق