free counters

الثورة الصناعية الثانية في فرنسا

| |

زاد مقدار الفحم المستخرج من ثلاثة آلاف طن عام 1879 إلى 38 مليون طن عام 1905م كما زاد عدد المخترعات المسجلة خلال نفس الفترة من 2782 اختراعا إلى 12953 اختراعا .
كما بلغ مقدار الحديد المستخرج عام 1900 حوالى ألف طن وزادت قوة الآلات البخارية إلى حوالى ثلاثة أضعاف خلال الفترة من عام 1891م إلى عام 1906م .
ومن الصناعات التي حققت نجاحا وتطورا كبيرا خلال تلك الفترة في فرنسا صناعة الألومنيوم ويمكن التعرف على قدر هذا التطور بمقارنة الأسعار في فترات متتالية فكان سعر الكيلو 1000 فرنك في عام 1855م قأصبح مائة ألف عام 1885م ولقد كانت فرنسا من الدول الهامة في صناعة الألومنيوم لدرجة أنها تمكنت في بعض السنوات من احتكار السوق الدولية .
أما عن صناعة المنسوجات فأستمرت في تطورها وعلى الأخص بالنسبة للانواع التي تتصف بدقة الذوق وارتفاع الجودة فتابعت صناعة المنسوجات الصوفية تطورها وزاد اعتماد الصناعة على مصادر الصوف الأجنبية من استراليا والأرجنتين بدلا من ألمانيا وأسبانيا .
وفي مجال صناعة المنسوجات القطنية ترتب على فقدان إقليم الألزاس خسارة حوالى ربع الانتاج والذي لم تتمكن فرنسا من تعويضه إلا عام 1900م ومع ذلك فكان لبعض العوامل أكبر الأثر في انتعاش هذه الصناعة :
·        حصول فرنسا على امتيازات بمقتضى الاتفاق التجارى مع بريطانيا في عام 1860م .
·        التقدم الهائل الذي تحقق في وسائل المواصلات .
·        نمو صناعة الحرير على الرغم مما أصاب دودة القز من أمراض حتى فاق انتاج فرنسا دول أوروبا مجتمعة .
ورغم ذلك إلا أن هناك بعض العوامل التي أدت إلى اعاقة الصناعة الفرنسية خلال القرن التاسع عشر منها :
1- ضعف معدل تزايد السكان إذا ما قورن بمثيله في الدول الأخرى .
2- عدم كفاية الموارد الطبيعية فقد كانت فرنسا خلال القرن التاسع عشر من الدول الفقيرة نسبيا من حيث الموارد الطبيعية لاسيما الفحم والمعادن الحديدية ففي عام 1800م كان 53.3٪ من واردات فرنسا عبارة عن مواد أولية لازمة للصناعة بينما لم تتعد هذه النسبة 36.8٪ في انجلترا و 42.6٪ في ألمانيا و 36.4٪ في الولايات المتحدة الأمريكية . حتى أنه مع نهاية القرن التاسع عشر كانت فرنسا هي الدولة الصناعية الوحيدة التي تستورد الفحم لمواجهة احتياجات الصناعة بها حين كانت الدول تمتلك ما يكفيها بل وتصدر الباقي للخارج .
3- ضعف الاستثمار في الصناعة : فقد كان حجم الاستثمارات التي يتم توجيهها إلى الصناعة الفرنسية خلال القرن التاسع عشر ضئيلة جدا وذلك نتيجة الاكتناز كما كان جزء كبير من المدخرات يتم استثماره خارج فرنسا .
4- الحماية الجمركية : فقد كانت فرنسا تتبع سياسة الحماية الجمركية بهدف حماية الاقتصاد القومى من المنافسة الأجنبية وقد ادى اتباع هذه السياسة في الأجل الطويل إلى عرقلة انتشار طرق الانتاج الحديثة .

5- الاضطرابات السياسية والحروب والذي أفقد فرنسا كثير من مواردها مما ساعد على إعاقة نمو الصناعة بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©