كان من أهم ما دعا إلى تحسين الانتاج الزراعي في انجلترا
فضلا عن توفر رؤوس الأموال لدى أكثرية الملاك هو ما بدا من زيادة مطردة في أسعار
السلع الزراعية عام 1760م نظرا لارتفاع معدل الطلب عليها عن معدل نمو الانتاج
الزراعي نتيجة النمو السكانى السريع وارتفاع مستويات المعيشة والدخول بسبب قيام
الثورة الصناعية .
وعندما ظهر نظام المصانع حوالى عام 1775م قامت مدن
صناعية جيدة وعظم الطلب على الغلات الزراعية فأقبل المزارعون على بذل أقصى جهد
ممكن لزيادة إنتاجهم ليتمكنوا من تموين الأسواق الكبيرة والاستفادة من الأسعار
المرتفعة وبهذه الوسيلة اقتدت الزراعة بالصناعة الحديثة من حيث الاستفادة من
التقدم العلمى إلى اقصى حد كما ساعدت حروب فرنسا مع انجلترا في عهد نابليون على
زيادة الاهتمام بتحسين الانتاج الزراعي حيث دعت هذه الحرب كلتا الدولتين إلى
الاهتمام بتنمية الانتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي لشعبيهما .
ولكن في عام 1879م تأثرت الزراعة في انجلترا بأثر
المنافسة الأجنبية على الحاصلات الزراعية حينما زرعت أراضي البراري الواسعة في
أمريكا وأخذت تتدفق مقادير هائلة من الغلال على ممالك أوروبا بأثمان رخيصة وقد أثر
ذلك على المزارعين في انجلترا حيث تحول معظمهم من الزراعة إلى الرعي وقلت المساحات
المزروعة حبوب حتى أصبحت في عام 1914م حوالى 11.5 مليون فدانا بعد أن كانت 19
مليون فدانا في عام 1870م
وفي الفترة من 1925م وحتى 1929م منيت الزراعة البريطانية
بصدمة أخرى من جراء المنافسة الخارجية والتي كانت نتيجة التوسع في الزراعة
الآلالية فزاد إنتاج القمح في كندا واستراليا والأرجنتين وازداد أيضا ما تصدره منه
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق