تمتد هذه المرحلة من عام 1991م وحتى وقتنا الراهن
في هذه المرحلة تزعمت الولايات المتحدة الأمريكية دول
العالم في المطالبة بنظام اقتصادي عالمي جديد ولاسيما بعد انتهاء حرب الخليج
الثانية والتي اعتبرت المحك الأول لقيام هذا النظام خلال هذه المرحلة من خلال
مجموعة من المتغيرات الجذرية والتي كان في مقدمتها اتجاه معظم دول العالم إلى
نتهاج سياسات الاقتصاد الحر وتغليب آليات السوق وتبني برامج موسعة للخصخصة والتخلى
عن التخطيط المركزي والاقتصاد القيادي الذي كان شائعا في معسكر الدول الشرقية
بالإضافة إلى قيام العديد من دول العالم بإزالة القيود والحواجز أمام حركة التجارة
الدولية وتحركات رؤوس الأموال والاستثمارات وإنشاء التكتلات الاقتصادية ومن ثم فقد
زاد الاتجاه تدريجيا نحو عولمة الاقتصاد العالمى بحيث تحول العالم إلى ما يسمى
" قرية صغيرة " ساعد على تكاملها التقدم التكنولوجي الهائل لاسيما في
مجال الاتصالات والذي كان سمة أساسية في هذه المرحلة كذلك شهدت هذه المرحلة
استكمال اضلاع المثلث الدولى القائم على إدارة النظام الاقتصادي العالمي بإنشاء
منظمة التجارة العالمية WTO في يناير 1995 لتحل محل سكرتارية الجات وذلك
بعد انتهاء جولة ارجواي عام 1994 م لتشترك بذلك مع صندوق النقد والبنك الدوللين في
إدارة النظام الاقتصادي العالمي .
وعلى هذا فإن ظاهرة العولمة أو التكامل بين دول العالم
بدأت في الانتشار في كافة الأصعدة والمستويات بحيث أصبحت جزء من عجلة التاريخ من
العبث والوقوف في مسارها أو منع دورتها حيث لا يستطيع أي اقتصاد مهما بلغت قوته
الفكاك من آثارها سواء الايجابية أو السلبية . ومن ثم فإن البديل الأمثل في هذه
الحالة هو العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الظاهرة من خلال مواجهتها
والانخراط في غمارها مع العمل في ذات الوقت على معالجة آثارها السلبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق