كان لنتصار ألمانيا في حربها مع فرنسا أثر كبير في
النهوض بالصناعة الألمانية ويرجع ذلك لسببين هما :
·
ما دفعته فرنسا لألمانيا كغرامة حربية ( مبلغ 5 مليار
فرنك ) استخدمت ألمانيا جزء كبير منها في تمويل الصناعة
·
استيلاء ألمانيا على اقليمي اللورين والألزاس واللذين
كانا من أهم المناطق الصناعية في فرنسا فقد اشتهر اقليم اللورين بغناه بالحديد
الخام أما إقليم الألزاس فقد اشتهر بصناعة النسيج
·
توفر رؤوس الأموال حيث استفادت البنوك الألمانية من
تجربة البنوك في كل من انجلترا وفرنسا فجريا وراء أسلوب التقليد والمحاكاة فطورت
نفسها بسرعة لتقدم الخدمات المصرفية وفق أحدث النظم .
وعلى الرغم من أن نتائج الثورة الصناعية في ألمانيا كانت
مشابهة لما حدث في انجلترا وفرنسا من نزوح العمال إلى المدن وتكدسها بالسكان وظهور
النقابات العمالية وزيادة نفوذ الهيئات التمويلية إلا أنه يمكن القول أن التقدم
الألماني الصناعي كان له بعض الخصائص التي تميزه عن غيره فقد كان هناك فرق كبير
بين الاقتصاد الألماني والبريطاني حيث كانت الدولة في بريطانيا تؤمن بسياسة الحرية
وعدم التدخل سواء في الصناعة أو التجارة أما في ألمانيا فقد تمت الصناعة بفضل :
·
تشجيع الدولة والمساعدة المقدمة منها
·
تعزيز الألمان مركزهم في الأسواق العالمية في فترة زمنية
قصيرة ودون مساعدة من أية أسواق استعمارية كما كان الحال في الأسواق التي تمتعت
بها بريطانيا وفرنسا .
·
كما كان لألمانيا سوق داخلية تتمتع بالحماية الجمركية
على عكس بريطانيا التي كانت تسمح بدخول الواردات الآتية من مختلف البلاد .
·
كانت السكك الحديدية الألمانية ملك للدولة وهي التي تقوم
بإداراتها على عكس الخطوط الحديدية البريطانية والتي كانت خاصةوتنافسية .
·
وعلى الرغم من تفوق انجلترا في صناعة المنسوجات القطنية
وتفوق فرنسا في صناعة الحرير فقد تفوقت ألمانيا في الصناعات الكيميائية .
ففي عام 1897م وبعد اختراع طريقة حديثة لصنع الأصباغ
استطاعت ألمانيا من أن تصدر بما قيمته 60 مليون مارك ألماني بعد أن كانت تستورد من
هذه الأصباغ ما قيمته 20 مليون مارك
كما تميزت ألمانيا بتقدم هائل في صناعة الحديد والصلب
بسبب توفر كل من الفحم والحديد بها فقد كان لألمانيا مخزون كبير من الفحم في حوض
الروهر وكانت في عام 1914م الدولة الثالثة في العالم المنتجة للفحم كما وجد بها
الحديد بكميات كبيرة في إقليم اللورين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق