لقد شهدت الفترة من 1870م إلى 1914م تطورات صناعية هامة
حتى أن كثير من الكتاب يطلقون عليها اصطلاح الثورة الصناعية الثانية تميزا لها عن
الثورة الصناعية الأولى والفرق بين الثورة الصناعية الأولى والثانية هو أن الثورة
الصناعية الثانية تميزت عن الأولى بعدد من السمات منها :
·
اتجاه حجم المشروعات إلى التضخم رغبة في القضاء على
المنافسة وتحقيق الوفورات الاقتصادية والسيطرة على الأسواق .
·
حلت الطاقة الكهربية محل الطاقة البخارية التي عاصرت
الثورة الصناعية الأولى ومن ثم لم يعد من المهم للنصاعة أن تختار مواقعها بالقرب
من مصادر المياه ومناجم الفحم .
·
اتجهت الصناعة إلى الاهتمام بدراسة ميول المستهلك
واحتياجات الأسواق المختلفة وخصصت الشركات مبالغ كبيرة للترويج والإعلان .
·
الاهتمام بالأبحاث العلمية لتطوير الانتاج حتى يمكن
للسلعة الصمود في السوق .
·
الرأسمالية المعاصرة : فقد اختلفت الرأسمالية التي عرفها
العالم في القرن العشرين عن الرأسمالية الصناعية التي عرفها في أواخر القرن الثامن
عشر . فقد تميزت الرأسمالية الجديدة بسيطرة البنوك الكبرى على الشركات الصناعية
وتحكمها في إدارتها . وذلك مع تطور حجم المشروعات الكبيرة حيث ظهرت الحاجة إلى
التمويل . كما تميزت بتعاظم دور الشركات المساهمة فالرأسمالية التي عرفها العالم
في القرن الثامن عشر تميزت بكثرة عدد وحدات الإنتاج بحيث لم يكن في مقدرة أي وحدة
إنتاجية أن تسيطر بمفردها على السوق حيث كان الإنتاج يقوم على أساس المنافسة
الكاملة بين الوحدات الإنتاجية ولذا سميت المنافسة التي سادت هذا العصر برأسمالية
المنافسة وهي لم تستمر حيث أدت المنافسة بين الوحدات الإنتاجية المختلفة سواء في
مجال الانتاج بأرخص التكاليف أو في مجال البيع بأقل الأثمان إلى اختفاء الوحدات
الانتاجية الصغيرة وظهور الاحتكارات الدولية والسيطرة على الأسواق الدولية . ولا
يمكن اعتبار أن الشركات المساهمة تمثل صورة مبكرة للرأسمالى الفرد ، فالشركات
المساهمة لها أفق زمنى أطول من المشروع الفردى نظرا لأنها تضم استثمارات كبيرة
ومتكاملة فضلاعن أنها أكثر ترشيدا في أسلوب الإدارة وذلك بسبب كفاءة الرجال الذين
يديرونها ولهذا فهي تتجنب المخاطر التي يتعرض لها المشروع الفردي فهي تسيطر على
موارد كافية بالإضافة إلى عدم خضوعها لأي ضغط لتحقيق أي عائدات سريعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق