الأربعاء، 1 يوليو 2015

أسئلة عجز نموذج الفجوة التكنولوجية عن أجابتها


رغم التأييد الذي حظي به نتيجة لذلك من خلال الدراسات التطبيقية التي أجريت خصيصا لاختبار مدى قدرته على تفسير نمط الجارة الخارجية بين الدول في سلع دورة المنتج . فلقد ظل هذا النموذج عاجزا عن الإجابة على السؤالين التاليين رغم أهميتهما الكبرى بالنسبة للتخصص والتبادل الدوليين .

أولا : لماذا يقتصر ظهور الاختراعات والتجديدات على الدول الصناعية الأكثر تقدما مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، ألمانيا ، اليابان ، دون غيرها من الدول ، سواء أكانت في حظيرة الدول الصناعية الأقل تقدما مثل بلجيكا ، أسبانيا ، أيرلندا ، هولندا ، اليونان ، أو في مجموعة دول العالم النامي ؟ ولاشك أن الإجابة على هذا السؤال يتطلب دراسة وتحليل العوامل المتحكمة في سياسات المنتجين الاستثمارية في مجالات البحوث والتطوير .

ثانيا : ما هو طول الفترة الزمنية التي يمكن للدولة صاحبة الاختراع الاحتفاظ خلالها بمزايا نسبية مكتسبة ذات طبيعة احتكارية في إنتاج السلع كثيفة التكنولوجيا ؟ أو بتعبير متكافئ ما هي الفترة الزمنية التي تستغرقها الفجوة التكنولوجية والمزايا النسبية التي تصاحبها ؟


وفي حقيقة الأمر لم تكن الصورة التي عرض بها كل من بوزنر وهوفباور وفريمان نموذج الفجوة التكنولوجية قادرة على الإجابة على هذين السؤالين . وفي الوقت نفسه فإن الإجابة عليها تشكل جوهر نموذج دورة المنتج الذي يقدم شرحا وتفسيرا لتطور ونمو التجارة الخارجية خلال دورة المنتج . وبالإجابة على هذين السؤالين تكون الدراسات المتعلقة بنموذج دورة المنتج قد سدت الثغرة في نموذج الفجوة التكنولوجية ، واكتملت بالتالي الجوانب التحليلية للفكر التكنولوجي في الاقتصاد الدولي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق