الأحد، 13 مارس 2016

التطور الاقتصادي في أوروبا خلال العصور الوسطى


تعتبر فترة العصور الوسطى في أوروبا بمثابة فترة حضانة نبتت خلالها بذور الثورة الصناعية وما ترتب عليها من تطور حضارى في كثير من دول العالم
صحيح أن العصور الوسطى في أوروبا كانت فترة ظلام فكرى وافلاس حضارى وتخلف اقتصادي إلا أنه قد تباينت مسارات التاريخ في دول أوروبا عبر هذه الفترة وكذلك نظام الطوائف الحرفية كما اتسمت فترة انتهائها بالجمود الاقتصادي وبقيام الحروب المدمرة بين فرنسا وانجلترا ورغم ذلك كله نبتت بذور نهضة اقتصادية شاملة نشطة على أثر الكشوف الجغرافية التي سبقت إليها البرتغال وأسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر الميلادى وما ترتب عليها من فتح وسيطرة الدول الأوروبية ونهبها لموارد افريقيا وأسيا وأمريكا ومن ثم تشكل بداية حقيقية لعصر جديد يتميز بنشأة فجوة حضارية بين هذه الدول والدول الأخرى فقد كانت الثروات الضخمة التي جمعت من خلال النهب المباشر وفرض الاتاوات والضرائب والتبادل غير المتكافىء بين دول مسيطرة وأخرى خاضعة للسيطرة هي المصدر الأساسي لعمليات التراكم الرأسمالى التي تحققت لديها وشاركت في تحطيم العلاقات الاقطاعية القائمة على أساس الاكتفاء الذاتى ونشأة علاقات جديدة أساسها التبادل النقدى ودعامتها رأس المال لدعم التحول الرأسمالى في أوروبا الغربية .
وقد ارتبط خروج أوروبا من عصرها الوسيط بتحولها إلى الرأسمالية ولقد كان النظام الرأسمالى وليد تطورات متتابعة عبر عدد من القرون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والعلمية مع طبيعة التطور في أساليب الانتاج


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق