الخميس، 12 مايو 2016

التنسيق بين عمليات السوق المفتوحة وسعر الخصم



عندما يقوم البنك المركزي باتخاذ قرار بخفض مستوى الائتمان من خلال رفع أسعار الفائدة فإن ذلك يتطلب قيامه ببيع أوراق مالية بهدف خفض احتياطيات الجهاز المصرفي وقد تقوم البنوك التجارية بالاقتراض من البنك المركزي بسبب عدم قدرتها على التمييز بين الانخفاض العارض والانخفاض الدائم في الاحتياطي وبالتالي فإنها تلغي الانخفاض في الاحتياطيات الناتجة عن علميات السوق المفتوح وهذا السلوك المصرفي يتماشى مع مقاومة المصارف لتتجنب التدهور في احتياطياتها النقدية وفي حالة وجود سياسة نقدية توسعية فإن دخول البنك المركزي مشتريا للأوراق المالية يحسن من موقف الاحتياطيات المصرفية على أن البنوك التجارية قد تستخدم بعض احتياطياتها لسداد قروضها من البنك المركزي كما أن الزيادة في احتياطياتها قد يدفعها إلى حيازة أصول تدير البنك هذا الاتجاه يقوم بخفض سعر الخصم لذلك فإن البنك المركزي لابد أن ينسق بين سياسة السوق المفتوحة وسياسة سعر الخصم لتدعم كل منهما الأخرى في التأثير على السياسة الائتمانية والنقدية ويمكن القول أن المزايا الأساسية لسياسة سعر الخصم إنما تتبلور في استخدام البنك المركزي لها كسلاح للتحكم في حجم قروضه للبنوك التجارية ومع ذلك فإن هناك من الأسباب ما يضعف فعالياتها كأداة للسياسة النقدية وعلى رأس هذه الأسباب ما يحدث من خلط وتردد عندما يغير البنك المركزي مستوى سعر الخصم بفعل عدم ادراك النوايا الحقيقية للبنك المركزي كما أن اقرار مستوى مما لسعر الخصم يؤدي إلى حدوث تغير مستمر في الفرق بين هذا السعر ومعدلات الفائدة السوقية بسبب تغير هذه المعدلات ويترتب على ذلك تقلبات غير مقصودة في حجم ما تقترضه البنوك من البنك المركزي ومن ثم في عرض النقود وهكذا تنشأ عن تغيرات سعر الخصم بعض الصعوبات المتعلقة بفرض رقابة دقيقة على السياسة النقدية ومن ناحية أخرى فإن سياسة سعر الخصم ليست لها نفس الفاعلية التي تتسم بها عمليات السوق المفتوحة ويرجع ذلك إلى أن عمليات السوق المفتوحة تقع تحت السيطرة التامة للبنك المركزي أما حجم قروض المصاريف التجارية منه فليست كذلك فهو يقوم بتغير سعر الخصم ولكنه لا يستطيع أن يجبر البنوك التجارية على الاقتراض . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق