دوافع الالتجاء إلى التشغيل من الباطن

 دوافع الالتجاء إلى التشغيل من الباطن.. تقلب الالتزامات والتكاليف

يمكن أن يتعرض المشروع لتقلبات كبيرة في الالتزامات والتكاليف مما يرفع من سعر التكلفة. فمن الممكن أن تحدث في المشروع نقاط اختناق في الإنتاج ، أي في مراحل الإنتاج ، فمن الممكن أن تظهر في خطوط الإنتاج ، أو في خط معين أو حول عدد معين من الماكينات تكدس أو اختناق معين يوق سيولة واستمرار الإنتاج. يضاف إلى هذه حدوث بعض المشاكل في الإنتاج ، نتيجة ظروف عرضية أو وقتية ، مثال حدوث نسبة غيار مرتفعة أكثر من النسبة المتوقعة ، أو انخفاض في الإنتاجية ، أو تعطل أو توقف بعض الآلات ، ومن الممكن أن تتسبب هذه المشاكل في خلق مشكلة عدم القدرة على تسليم الطلبيات للعملاء في الوقت المتفق عليه.

ومن الممكن أن يكن هذا التقلب متوقع ، وهذا هو الحال الذي تم ذكره بالنسبة للمشروعات التي تخضع مبيعاتها لظاهرة التقلب الموسمي أو المبيعات الموسمية ، ولعل من أبرز الأمثلة على هذا المشروع يقوم بإنتاج بأجهزة التلفزيون ، وتتركز أكثر من نصف مبيعاته في الشهور الثلاثة الأخيرة من السنة. فإن أمام المشروع في هذا الوضع إحدى حالتين. الحالة الأولى أن يقوم بوضع نظام أو برنامج إنتاج ثابت أي يقوم بالإنتاج المستمر المنتظم بكميات ثابتة على مدار السنة. والحالة الثانية أن يقوم بتصميم برنامج إنتاجي يأخذ في اعتباره مستوى طاقة إنتاجية معينة أو بشكل يتقلب طبقا للتطورات الموسمية في عملية البيع.

وفي الحالة الأولى فإن المشروع يقوم بتحديد مستوى معين للإنتاج ثابت ، موزع على كل شهور السنة ، وهو بالتالي يحدد مستوى طاقة ضرورية لهذا الإنتاج ويتم التوفيق بين الطلب الموسمي ، والإنتاج الثابت عن طريق الاحتفاظ بمخزون موسمي ، يتطور في شهور السنة حتى يصل إلى ذروته في أغسطس وسبتمبر ، وهذا ما يتعدى الإمكانيات المادية للمخازن ، وكذلك يتطلب استثمارات مالية مرتفعة خصوصا في المخازن والمعدات المخزنية بجانب تكلفة الاحتفاظ بالمخزون نفسه.

وفي الحالة الثانية فإنه من الضروري على المشروع أن يخط لنفسه سياسة إنتاجية ، متقلبة تتناسب مع التقلب في الطلب على مدار السنة. وفي هذه الحالة فإن الأمر يترتب عليه ضرورة التوفيق بين العناصر التالية:

1-    الاحتفاظ بمستوى متقلب من الأيدي العاملة ، أي عدد غير ثابت من العمال والفنيين ، وذلك بضرورة إيجاد خلطة معينة ، من العمال الدائمين ، والعمال المؤقتين ، الذين يعملون فقط في أوقات زيادة الطلب.

2-    ضرورة إيجاد نظام لساعات العمل الإضافية ، التي يحتاج لها الإنتاج لمقابلة الطلبيات الموسمية.

3-    ضرورة تجهيز عدد معين من الآلات والمعدات التي تكون جاهزة للتشغيل في أحوال زيادة الطلب الموسمي الذي تتوقعه الشركة مستقبلا ، أي إيجاد طاقة متاحة بصفة مستمرة.

4-    البحث في خارج المصنع أو خارج المشروع عن طاقة إنتاجية إضافية وهو الذي يقصد به التشغيل من الباطن ، وذلك للارتكان عليه في إنجاز جزء من الإنتاج المتوقع.

وفي كل الأحوال فإن برنامج الإنتاج الذي ستقوم الشركة بتبنيه في النهاية ، هو عملية التوفيق بين الحالتين السابق الإشارة إليهما ، بشكل يحقق درجة من التقلب في الإنتاج وكمياته وكذلك يعمل على الاحتفاظ بحجم معين من المخزون.

ومن هذا المثال يمكن القول إنه بصفة عامة ، يمكن ملاحظة أن عملية التشغيل من الباطن أصبحت من الحلول الهامة والناجحة للتغلب على مشاكل التقلب في الإنتاج وحتى يمكن ضمان تنظيم الإنتاج ، وتحديد خطط الإنتاج السنوية. ففي الواقع فإنه من الصعب تبني سياسة الاعتماد على الأيدي العاملة المتنوعة أي التي تجمع بين العمال الدائمين والعمال المؤقتين وذلك لأن مثل هذه السياسة تحمل الشركة تكاليف مرتفعة بالإضافة إلى أنه في الواقع العملي فإن مثل هذه السياسة تكاد تكون مستحيلة التحقيق ، لأن الحاجة إلى الأيدي العاملة المرتفعة الكفاءة والتي تكون قد مرت بمراحل تدريب طويلة ، من الصعب أن يتم تدبيرها عن طريق سوق العمل المؤقت.