يرى أصحاب الفكر التقليدي أن الرئيس الأعلى في المنظمة هو صاحب السلطة وهو بهذا المعنى مثل خزان المياه أعلى المنزل حيث يحتفظ في جيبه بمفاتيح لكل طابق مفتاح ، فهو قادر على فتح كل طابق وفي نفس الوقت قادر على قفله .
وهذا متطابق مع التفكير التنظيمي البيروقراطي ولا يمكن أن يشجع مثل هذا التفكير على الانطلاق الفردي .
إننا نرى توزيع السلطة في الهيكل التنظيمي على حسب مراكز المسئولية عن النتائج التي صممناها في الهيكل وبالتالي تصبح مراكز المسئولية هي ذاتها مراكز سلطات لتخصيص الموارد ( الأموال ، الآلات ، وكل الموارد المادية )
إن مراكز السلطات لتخصيص الموارد مرتبطة أساسا بمفهوم تحديد الأهداف والأولويات والموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف
فتخصيص الموارد لا يتمن من فراغ وإنما هو منبثق من المسئولية عن تحقيق نتائج ( أهداف متوقعة ) ولا يمكن تفويض المرءوسين بالكامل في تخصيص الموارد كما لا يمكن أن يظل تخصيص الموارد من اختصاص شخص واحد أو فئة على القمة .
إن " تخصيص الموارد – تحديد الأهداف والأولويات " يجب أن يتم من خلال المشاركة والحوار بين رئيس ورئيسه وبالتالي فإن الأهداف لا ترد من أعلى كما أنها لا ترفع إلى أعلى وإنما تتحدد نتيجة المشاركة بين رئاستين وبشكل متسلسل .
وقد يرى البعض أن تبدأ أولا من أعلى ثم تستمر إلى أسفل ويرى آخرون أن الأفضل عمل خطوط عامة تصل إلى أسفل ويبدأ وضع الأهداف من أسفل من خلال مشاركة كل رئيس مع رئيسه حتى أعلى مستوى . وبطبيعة الحال فإن أفضل طريقة تعتمد على المتغيرات التنظيمية الأخرى ( الأنماط القيادية مثلا ) . إن المشاركة النشطة في حل المشكلات واتخاذ القرارات المتعلقة بالأهداف ووسائل تحقيقها أساس الانطلاق الفردي وتلغي الانعزال أو العمل بالحد الأدنى الذي يخلى من المسئولية . على أنه من المهم ألا تكون هذه المشاركة صورية او طريقة من طرق المناورات الإدارية وإلا حدث خلل أو كسر في الثقة بين القيادات حينئذ لا يمكن التفوه بلفظ عن فعالية التنظيم ويجب ألا يغيب عن البال أننا لا نتكلم عن سلطات تخصيص الموارد ( وهي المعروفة تقليديا بتفويض السلطة ) بمعزل عن المتغيرات التنظيمية الأخرى حيث لا يستقيم الأمر توزيع السلطة على مناصب الهيكل التنظيمي في حالة ما إذا كان نمط القيادة ديكتاتوريا . فنحن نتكلم عن التنظيم كنظام متكامل متغيرات تؤثر وتتأثر ببعضها متغيرات متسقة مع بعضها قادرة على التكيف ذاتيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق