يبدأ أي مشروع ناجح بفكرة جذابة قابلة للتطبيق . فالمشروع الناجح يعتمد على مدى استغلاله للأفكار والفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق وترجمتها إلى سلع وخدمات تشبع احتياجات المستهلكين وتحقق في نفس الوقت العائد المرضي للملاك .
وهناك اختلاف جوهري بين الفكرة الاستثمارية والفرصة الاستثمارية فهناك العديد من الأفكار الجيدة والجديدة ولكنها لا تصلح لمشروع ناجح في بيئة معينة . فالكثير من الأفكار تبدو جذابة لأول وهلة ولكنها قد تفشل من حيث التطبيق العملي أو من حيث التكلفة المقدرة لها . وبالإضافة إلى ذلك قد لا تصلح العديد من الأفكار للتطبيق في بيئة معينة . فالكثير من أفكار المنتجات المطبقة في الدول المتقدمة والغربية لا تقابل احتياجات البيئة المصرية أو الدول النامية بصفة عامة .
أما الفرصة الاستثمارية فهي ذلك المجال الذي يتمتع فيه المشروع بميزة تنافسية في الأسواق التي يقوم بخدماتها عن باقي المنافسين .
فلا يكفي أن تكون هناك فرص تسويقية مناسبة في الأسواق ولكن يجب أن تكون هذه الفرصة تعطي عائد مرضي للمشروع ( فرصة استثمارية ) وفي نفس الوقت تمده بمركز تنافسي متميز عن باقي المنافسين .
ويرجع فشل العديد من المشروعات الجديدة إلى حد الأسباب الآتية :
عدم ترجمة العديد من أفكار المنتجات الجديدة عند دراستها من الناحية التسويقية والفنية والمالية إلى سلع وخدمات يمكن تسويقها وبالتالي تتحمل هذه المشروعات تكاليف ضخمة دون أن يتولد عنها عائد .
فشل عدد كبير من المنتجات الجديدة التي يتم تسويقها . فقد أوضحت إحدى الدراسات التي أجريت في الخارج أنه تم إنتاج سلعة جديدة من بين 58 فكرة لسلعة تمت دراستها في هذه الشركات بينما أوضحت دراسات أخرى أن نسبة فشل المنتجات الجديدة وصلت إلى 81% ويلاحظ أن هذه الدراسات أجريت في الولايات المتحدة والتي يتصف سوقها بما يطلق عليه " سوق مشترين " والذي تزيد فيه نسبة فشل المنتجات الجديدة نظرا لزيادة حدة المنافسة بين المشروعات المختلفة لإرضاء المستهلك وإشباع حاجاته .
الانخفاض النسبي لعمر المنتجات الناجحة في الأسواق . ويميل عمر السلعة نحو الانخفاض نظرا لدخول المنافسين إلى الأسواق لإنتاج السلعة عند نجاحها . فمثلا بعد قيام شركة جنرال اليكتريك بتسويق فرشة الأسنان الكهربائية بعامين تم إنتاج 52 فرشة أسنان وبعد قيامها بإنتاج وتسويق السكين الكهربائي بسنة واحدة تم إنتاج سبعة سكاكين منافسة .
ومن العرض السابق يتضح أهمية الفرص الاستثمارية بصفة خاصة والمخاطر التي يتحملها المشروع في سبيل ذلك مما يتطلب دراسة متأنية لاختيار الفرصة الاستثمارية التي تحقق معها الميزة التنافسية للمشروع والعائد المأمول على الأموال المستثمرة فيه .
وفي الواقع العملي تتعرض كما سبق القبول العديد من منتجات المشروعات إلى الفشل عند تقديمها مما يحمل المشروعات تكاليف باهظة وخاصة المشروعات الجديدة حيث أنها تسعى إلى تقديم المنتجات المناسبة التي يمكن أن تغطى جزءا من التكاليف الاستثمارية المدفوعة عند إنشاء المشروع بالإضافة لى محاولتها تحقيق بعض الأرباح بعد فترة من التشغيل . ومن هنا جاءت أهمية هذه المرحلة في دراسات الجدوى وضرورتها لنجاح المنتجات الجديدة لهذه المشروعات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق